قمر الاتصال الصناعي الحالي الذي يحمل الاسم الرسمي COSMIC 2-4، يُعد إنجازًا فضائيًا مهمًا يعود إلى تايوان، إذ يشير الاسم إلى الأقمار الصناعية لمشروع COSMIC (تعاون المجموعة الصينية للتنبؤات الجوية والأقمار الصناعية)، الذي يمثل تحالفًا بين وكالة تايوان للفضاء الوطنية وإدارة الأوقيانوغرافيا والغلاف الجوي الوطنية (NOAA) في تايوان.
تمثل تايوان الدولة المالكة والمشغلة لهذا القمر الصناعي الرائع، حيث تديره وكالة تايوان للفضاء الوطنية بالتعاون مع إدارة الأوقيانوغرافيا والغلاف الجوي الوطنية (NOAA)، اللتين تعملان جنبًا إلى جنب لتحقيق أهداف مشروع COSMIC.
يأتي هذا القمر الصناعي بفئة مهمة هي “مشاهدة الأرض”، ويتمثل هدفه الرئيسي في مراقبة الأرض وتوفير بيانات دقيقة للأرصاد الجوية. يساهم COSMIC 2-4 بشكل فعّال في تنبؤات الطقس من خلال جمع البيانات الجوية وفهم الظواهر الجوية المعقدة. يعد التركيز على علم الأرصاد الجوية والتنبؤات الجوية أحد أهم الأهداف، مما يجعله أحد الأقمار الصناعية الفعّالة في هذا المجال.
يتواجد هذا القمر الصناعي في مدار حول الأرض بارتفاع منخفض (LEO)، ويتحرك في مدار غير قطبي مائل، مما يعزز قدرته على تقديم تغطية شاملة للأرض. وعلى الرغم من أنه لا يتبع مداراً قطبيًا، إلا أنه يوفر بيانات قيمة للمراقبة الجوية.
تم إطلاق COSMIC 2-4 في الفضاء من قاعدة كيب كانافيرال باستخدام صاروخ Falcon Heavy في 25 يونيو 2019، وهو الذي يعكس التطور التكنولوجي الذي تشهده الفضاءات الصناعية الحديثة. وفيما يتعلق بالبنية والوزن، يصل وزن الإطلاق إلى 280 كيلوغرام، مما يظهر الجهود الكبيرة المبذولة في تصميم وتنفيذ هذا القمر الصناعي.
تتمثل الحياة الافتراضية المتوقعة لهذا القمر الصناعي في حوالي 5 سنوات، وهو مدى زمني يُعتبر مقبولًا لمثل هذه المهام الحساسة. يشكل جمع البيانات الجوية للتنبؤ بالطقس وأبحاث الطبقة الجوية والمناخ والجاذبية المجالات الرئيسية التي يسهم فيها هذا القمر الصناعي.
تتعاون تايوان في هذا المشروع مع شركة Surrey Satellite Technology Ltd. في المملكة المتحدة، وهي الشركة المتخصصة في بناء الأقمار الصناعية. يُعد استخدام تكنولوجيا متقدمة وتعاون دولي فعّال من قبل مؤسسات متعددة الجوانب، مثل وكالة تايوان للفضاء الوطنية وإدارة الأوقيانوغرافيا والغلاف الجوي الوطنية (NOAA)، عنصرًا رئيسيًا في نجاح هذا المشروع الفضائي.
في الختام، يبرز COSMIC 2-4 كنموذج متقدم للتعاون الدولي في مجال الأقمار الصناعية، حيث يقدم إسهامًا قيمًا في فهمنا للظواهر الجوية وتحسين قدرتنا على التنبؤ بالطقس بدقة عالية، مما يعزز فهمنا للعديد من جوانب الحياة اليومية ويسهم في تطور مجال الأبحاث الفضائية.