قمر الأرض الصناعي “هاييانغ 2B” يعد إحدى الإنجازات الفضائية الرائدة التي أطلقتها الصين في مجال مراقبة الأرض وعلومها. تم إطلاق هذا القمر الصناعي في الرابع والعشرون من أكتوبر عام 2018، باستخدام صاروخ “لونغ مارش 4B” من مركز الإطلاق في تيانيوان.
يتمتع “هاييانغ 2B” بصفات فريدة تجعله قيمًا للغاية في مجال المراقبة الفضائية، حيث يندرج تسجيله الرسمي في سجل الأمم المتحدة تحت اسم “هاييانغ 2B”، ويتبع للصين. يتم تشغيله وإدارته بواسطة الإدارة الحكومية البحرية في الصين، المعروفة باسم “الإدارة الحكومية للمحيطات”، والتي تستخدم هذا القمر الصناعي لأغراض المراقبة البيئية وعلوم الأرض.
هذا القمر الصناعي يسافر في مدار منخفض حول الأرض، وتحديدًا في مدار شمسي متزامن، مما يسمح له بتحقيق تغطية شاملة للسطح الأرضي بشكل دوري ودقيق. يبلغ ارتفاع أقرب نقطة للأرض (Perigee) حوالي 949 كيلومترًا، بينما يصل ارتفاع أبعد نقطة (Apogee) إلى 957 كيلومترًا، ويتميز مداره بميل بلغ 99.3 درجة.
تم تصميم “هاييانغ 2B” خصيصًا لتحقيق أهداف المراقبة البيئية، ويتخذ من علوم الأرض هدفًا دقيقًا لاستكشاف وفهم التغيرات البيئية على سطح الكوكب. ومن المهم أن نشير إلى أن كتلته عند الإطلاق كانت تبلغ حوالي 1500 كيلوغرام، ويتمتع بفترة دوران تبلغ 104.1 دقيقة.
الصين هي الدولة المسؤولة عن إنتاج وتطوير هذا القمر الصناعي، حيث تولت الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء (CAST) المسؤولية عن تنفيذ المشروع. ويُعَدّ القمر الصناعي “هاييانغ 2B” تحفة فنية تكنولوجية صينية، مما يعكس التقدم الكبير الذي حققته الصين في مجال الفضاء.
مع العمر الافتراضي المتوقع لهذا القمر الصناعي يبلغ ثلاث سنوات، يعكس ذلك التزام الصين بالاستفادة القصوى من تكنولوجيا الفضاء وضمان استدامة مشاريعها الفضائية. ويرصد القمر الصناعي “هاييانغ 2B” بشكل خاص لمراقبة الأقمار الاصطناعية الأخرى في المدارات المنخفضة.
في الختام، يظهر هذا القمر الصناعي كعلامة على التقدم العلمي والتكنولوجي الذي تحققه الصين في مجال الأقمار الاصطناعية وعلوم الأرض، مما يسهم في تعزيز الفهم البشري للبيئة والتغيرات التي تطرأ عليها.