يقدم القمر الصناعي “ياوغان 30” (Yaogan 30)، الذي أُطلقته الصين في 15 مايو 2016، مثالاً بارزاً عن الاستخدامات العسكرية للتكنولوجيا الفضائية الحديثة. يعتبر “ياوغان 30” جزءًا من برنامج ياوغان، الذي يُعنى بتطوير وتشغيل سلسلة من الأقمار الصناعية لمراقبة الأرض والاستخبارات الإلكترونية.
تقوم الصين بتشغيل واستخدام هذا القمر الصناعي من خلال وزارة الدفاع الوطني الصينية، حيث يتم توجيه جميع الجهود نحو الاستخبارات العسكرية. يعد هذا القمر الصناعي جزءًا أساسيًا من أنظمة المراقبة والتحليل التي تقدمها الصين في مجال الاستخبارات الإلكترونية.
يتمتع “ياوغان 30” بقدرة متقدمة على رصد الأنشطة الفضائية في المدارات المنخفضة حول الأرض (LEO)، وذلك من خلال استخدامه في مهمات المراقبة والتجسس. تعتمد مهمته على تقنيات الملاحة الشمسية مما يسمح له بالعمل بشكل فعال في مدارات تقارب القطب (Sun-Synchronous)، مما يوفر تغطية شاملة للمناطق المستهدفة على سطح الأرض.
توجد “ياوغان 30” في مدار منخفض حول الأرض بارتفاعات تتراوح بين 628 و 656 كيلومترًا، مع انحراف بسيط في مساره يصل إلى 0.002. تم تحديد زاوية الميل بحوالي 98.07 درجة، مما يضمن تغطية شاملة لمعظم مناطق الكوكب. يتميز بفترة دوران قصيرة تبلغ حوالي 97.57 دقيقة، مما يسمح له بتحقيق مشاهدات دقيقة وسريعة للأهداف المطلوبة.
تم تطوير وبناء “ياوغان 30” بواسطة الأكاديمية الصينية للتكنولوجيا الفضائية (CAST)، وهي جهة معروفة بمهاراتها الفائقة في مجال تصميم وتصنيع الأقمار الصناعية. تم إطلاق القمر الصناعي باستخدام صاروخ الإطلاق “Long March 2D” من مركز إطلاق الأقمار الصناعية في جويتشوان.
تُعتبر الأقمار الصناعية من سلسلة “ياوغان” جزءًا أساسيًا من الجهود الصينية لتطوير وتحسين قدراتها في مجال المراقبة والاستخبارات الإلكترونية، وتعتبر “ياوغان 30” عنصرًا أساسيًا في هذا السياق، حيث يساهم في توفير المعلومات الحيوية للأمن الوطني والدفاع عن الصين.