“قلب بو والمتسلق الجبلي: استكشاف تأثير القلق على أدمغتنا وثقافتنا”
في كتاب “قلب بو والمتسلق الجبلي: استكشاف تأثير القلق على أدمغتنا وثقافتنا” الذي كتبه الدكتور ريتشارد ريستاك، يُلقي الضوء على أحد التحديات الحديثة التي تواجه الإنسان في هذا العصر المعقد، وهي التحديات المتعلقة بالقلق وتأثيرها على حياتنا اليومية. يتناول الكتاب بأسلوبه المميز والمباشر تأثير القلق على عقولنا وكيف ينعكس ذلك على ثقافتنا.
في عالم يبدو أحيانًا كما لو أنه يختبر هجمة جماعية من وسائل الإعلام المستمرة حول الإرهاب العالمي والحروب ومعدلات البطالة المتزايدة، بالإضافة إلى مجموعة من الإعلانات التي تحثك على “سؤال طبيبك” حول أحدث الأدوية المضادة للاكتئاب، يأتي هذا الكتاب ليفتح نافذة جديدة على القضية. هل تشعر أحيانًا بأن هذا البلد يعاني من هجمة جماعية من القلق؟ إذا كان الأمر كذلك، فلن تفاجأ عندما تعلم أن أكثر من 19 مليون أمريكي يعانون من أشكال مختلفة من القلق الحاد.
تتناول ريتاك هذا الوضع بشكل جاد، مع وجهة نظر جديدة وطريقة مباشرة لاستكشاف وفهم قلقنا قبل أن يشلنا. بعد مقابلة العديد من الخبراء في مجال القلق، والتأمل في سنواته الطويلة في علاج المرضى المعتادين على القلق (بالإضافة إلى تجاربه الخاصة مع لحظات قلق عديدة)، قام الدكتور ريتاك بتنظيم هذا الكتاب حول مبدأ رئيسي: أفضل طريقة للتحكم في القلق في هذه الأوقات القلقة هي أن نتعلم عنه ونضع هذا التعلم في استخدام عملي.
رسالته ذات أهمية كبيرة وتمكينية: القلق ليس مرضًا عقليًا يتطلب الدواء بالضرورة، ولكنه غالبًا ما يكون استجابة طبيعية وبيولوجية للضغوط. القلق جزء من تركيبتنا الوراثية، فلا يمكننا البقاء على قيد الحياة اليوم لو لم يكن لأسلافنا القدرة على التنبؤ بالمخاطر والتهديدات. إنه جزء طبيعي من وجودنا مثل التنفس والأكل والنوم، وهو مرتبط تمامًا بقدراتنا على التفكير. على عكس أي نوع آخر من الكائنات، نحن وحدنا الذين يمكننا تصوّر احتمالات المستقبل. ونتيجة لذلك، لا نحن مرتبطون بالواقع الحالي فقط، ولكننا يمكننا أن نتصوّر بتفكير خيالي الأشياء الجيدة التي قد تحدث لنا. ولكننا أيضًا قادرون على تصوّر الأشياء السيئة وبالتالي تجربة القلق. لا يمكن أن يكون لدينا واحدًا دون الآخر. لذلك، القلق ليس شيئًا يجب التخلص منه، بل يجب فهمه. يصبح القلق غير مرغوب فيه فقط عندما يصبح مفرطًا.
يعلمنا هذا الكتاب الرائد أن ننظر إلى القلق ليس كعبء، ولكن كمحفز لتحقيق إنجازات أكبر وزيادة الفهم الذاتي. سنعمل بشكل أفضل عندما نتوقف عن محاولة إنكار قلقنا أو محاولة الهروب منه، وبدلاً من ذلك نتعلم قبول وجوده في حياتنا وتحويله إلى طاقة إيجابية وإبداعية، نابعة من جذورها.
وفي فئة علم النفس والصحة العقلية، يقدم هذا الكتاب للقارئ فهمًا متعمقًا لكيفية التعامل مع القلق وتحويله إلى طاقة إيجابية. يُنشر الكتاب بواسطة دار “كراون” في تاريخ نوفمبر عام 2004، ويوفر للقارئ رحلة استكشافية شيّقة تجمع بين المعلومات الطبية والخبرات الشخصية للكاتب، مما يجعله وجهة مهمة لمن يسعى لفهم عميق لطبيعة القلق وكيفية التحكم فيه بشكل فعّال.