قلاع مسكونة في أوروبا

تمثل القلاع الأوروبية رمزاً للتاريخ والحروب والملوك، غير أن بعضها تجاوز دوره كمجرد معلم تاريخي، ليصبح محط اهتمام الباحثين عن الظواهر الخارقة ومحبي قصص الأشباح. تنتشر في أرجاء أوروبا العشرات من القلاع التي ارتبطت بأساطير الرعب والأرواح الهائمة، والتي شهدت جرائم قتل، وتعذيب، وخيانات دموية تحولت إلى حكايات خالدة. ويزعم الكثيرون أنهم سمعوا أو رأوا أنشطة غير طبيعية في هذه المواقع، مثل أصوات غامضة، وظهورات مفاجئة، وتحركات غير مفسرة. في هذا المقال المطول، نتناول أشهر عشر قلاع مسكونة في أوروبا، نستعرض تاريخها الدموي، والظواهر المريبة التي رُصدت فيها، والأسباب التي جعلت منها محط أنظار الزوار وعلماء الباراسيكولوجيا على حد سواء.

1. قلعة إدنبرة – اسكتلندا

تقع قلعة إدنبرة فوق تلة بركانية في قلب العاصمة الاسكتلندية، وتعتبر من أكثر المعالم جذباً للسياح. بنيت في القرن الثاني عشر، ومرت بتغيرات جذرية على مر القرون. غير أن تاريخها العسكري الدموي، والوفيات العنيفة التي وقعت فيها، ساهمت في ربطها بظواهر خارقة للطبيعة. أفاد زوارها بحالات غير مفسرة، مثل الشعور بالاختناق في زنزاناتها القديمة، وسماع صرخات قادمة من الجدران، ورؤية طيف جندي من العصور الوسطى يتجول ليلاً.

2. قلعة بران – رومانيا

تعرف باسم “قلعة دراكولا”، وتقع في ترانسلفانيا، وقد ارتبطت بأسطورة الكونت دراكولا التي أُلفت عنها رواية برام ستوكر الشهيرة. يعود بناء القلعة إلى القرن الرابع عشر، وقد كانت مقراً للحاكم فلاد الثالث المعروف بـ”فلاد المخوزِق”، والذي اشتهر بأساليب تعذيب قاسية. شهدت القلعة عمليات قتل واحتجاز مرعبة، وتتناقل الروايات المحلية وجود كائنات ليلية وهياكل تظهر وتختفي، مما أكسبها سمعة مرعبة في كافة أنحاء أوروبا.

3. قلعة شاتو دو بريسل – فرنسا

تقع في منطقة وادي اللوار، وتعد من أجمل القلاع الفرنسية شكلاً، لكنها تخفي خلف أناقتها تاريخاً دامياً. القلعة بنيت في القرن الحادي عشر، وتعرضت للعديد من الهجمات والنكبات، ووقعت فيها سلسلة من عمليات القتل العائلي والانتحارات. يزعم كثير من الزوار أنهم شاهدوا امرأة ترتدي فستاناً أبيض تتجول بين الغرف، بالإضافة إلى سماع موسيقى تعزف ليلاً دون مصدر واضح.

4. قلعة ليفين – بلجيكا

هذه القلعة الواقعة بالقرب من بروكسل لها ماضٍ مظلم ارتبط بالتجارب النفسية وتعذيب السجناء. تحولت القلعة خلال الحرب العالمية الثانية إلى سجن وموقع لتعذيب المقاومين البلجيكيين. التقارير عن سماع صرخات مكتومة، وظهور وجوه باهتة على جدران الزنزانات القديمة، جعل منها مركز جذب لمحبي قصص الرعب.

5. قلعة هوسكا – التشيك

تعد من أكثر القلاع غموضاً في أوروبا، وتقع شمال براغ. بُنيت القلعة دون أي مبرر استراتيجي واضح، وتحيط بها الأساطير التي تزعم أنها بُنيت لسد مدخل إلى الجحيم. لا تحتوي على دفاعات خارجية، مما يثير التساؤلات حول هدف بنائها. أفاد العديد من الباحثين في علم الباراسيكولوجيا بوجود نشاط طاقي غير مفسر، وتم تسجيل أصوات غريبة داخل القبو الحجري المعروف بـ”البوابة إلى الجحيم”.

6. قلعة بوفيليو – إيطاليا

تقع على جزيرة بوفليا الصغيرة بين البندقية وليدو، وتُعرف بأنها “جزيرة الموت”. استخدمت القلعة كمستشفى للأمراض العقلية في القرن العشرين، حيث تعرض المرضى لأبشع أنواع التجارب. تقول الأساطير إن الطبيب المشرف عليها انتحر بعد أن لاحقته الأرواح. الجزيرة مغلقة رسمياً أمام الزوار، لكن صيادي الأشباح والباحثين يغامرون بدخولها بين الحين والآخر لتوثيق الظواهر الغامضة فيها.

7. قلعة مويدرسلوت – هولندا

يعود تاريخ هذه القلعة إلى عام 1280، وقد لعبت دوراً عسكرياً في صراعات متعددة. غير أن الأكثر شهرة هو مقتل عدد من الأطفال داخل أسوارها خلال إحدى فترات الحصار، ما جعلها نقطة مظلمة في تاريخ هولندا. يتم الإبلاغ عن سماع أصوات بكاء أطفال ليلاً، وظواهر بصرية غير مفهومة، مثل أضواء تظهر فجأة ثم تختفي داخل الأبراج.

8. قلعة لوفتوس – إيرلندا

تُعرف بأنها أكثر قلعة مسكونة في إيرلندا، وتقع في مقاطعة ويكسفورد. بُنيت عام 1350، وتقول إحدى أشهر القصص المرتبطة بها إن امرأة شابة من العائلة المالكة شوهدت وهي تصرخ وتلتهب بسبب ظهور شيطاني في إحدى الغرف. تم تحويل القلعة لاحقاً إلى دار للأيتام، وشهدت حوادث وفاة غامضة، ما عمّق من سمعتها المرعبة.

9. قلعة كيلكينى – إيرلندا

تشتهر القلعة بتاريخ طويل من الحروب، والوفيات غير الطبيعية. أكثر الحكايات شهرة تتعلق بسيدة تُعرف باسم “المرأة الرمادية”، والتي يقال إنها تُرى على الأسوار، وتظهر في الصور الفوتوغرافية الملتقطة داخل القلعة. تشير بعض الوثائق إلى أن هذه السيدة كانت ضحية خيانة سياسية قادت إلى قتلها في القرن السابع عشر.

10. قلعة راينز – ألمانيا

تقع القلعة فوق نهر الراين، وتتميز بإطلالتها الساحرة، لكن خلف هذه الصورة الرومانسية تاريخ غامض. تقول الأساطير إن أميرة كانت محتجزة فيها رغماً عنها، وماتت بعد أن حاولت الهرب من الزواج القسري. منذ ذلك الحين، يقال إن صوت عزف القيثارة يُسمع في الليالي القمرية، وترى أشباح تطوف عبر الممرات الحجرية دون وجه واضح.

جدول بأشهر القلاع المسكونة في أوروبا وخصائصها:

تعكس هذه القلاع جانباً مظلماً من التاريخ الأوروبي، حيث تتداخل الأساطير مع الواقع، وتبقى الأرواح – الحقيقية أو المتخيلة – حاضرة في وجدان السكان والزوار. كثير منها أصبح مسرحاً لبرامج وثائقية وتحقيقات باراسيكولوجية، ما يعزز من حضورها في الثقافة المعاصرة كأماكن غامضة تحمل عبق الماضي ومآسيه.

المراجع:

1. Historic UK – Haunted Castles of Britain and Ireland

2. Atlas Obscura – Europe’s Most Haunted Castles

3. Lonely Planet – Mysterious Castles in Europe

4. National Geographic – Ghost Stories and Legends of Europe’s Castles

5. The Paranormal Guide – Top Haunted Castles of Europe