“قطع الهاربين: رواية” هو عمل أدبي مذهل للكاتبة آن مايكلز الحائزة على جوائز عديدة، والذي صدر عن دار Vintage في شهر مايو من عام 1998. تميزت هذه الرواية بتسليط الضوء على قصة صبي يدعى جاكوب بير، الذي ينفتح لنا عالمه المليء بالخسائر والذكريات والتاريخ والفداء.
تبدأ الرواية بلحظة صادمة، حيث يظهر الصبي جاكوب بير، الذي يبلغ من العمر سبع سنوات فقط، ويختبئ في الطين بإحدى مدن بولندا الممزقة بالحرب، بعد أن دفن نفسه ليختبئ من جنود قتلوا عائلته. يقوم جيولوجي يوناني بإنقاذه دون أن يدرك في البداية أن الصبي هو إنسان، حتى يبدأ الصبي بالبكاء. هذه الصورة الكهربائية تقودنا إلى عالم الرواية، الذي اشتهر بتصويره لرحلة جاكوب عبر قارتين، والذي يتحول فيها من ضحية نصف برية للهولوكوست إلى فنان يستخرج المعنى من هاويته.
تتخلل الرواية تناغمات غامضة وتتميز بأسلوبها الروائي الذي يأسر القلوب، وتعتبر “قطع الهاربين” عملاً انتصارياً، وكتابًا ينبغي للقارئ ألا يقرأه بل يستسلم له. تجسد الرواية فئة الأدب الحائز على جوائز، وتأتي كنقطة بارزة في مكتبة الأدب العالمي، تجمع بين الجمال اللغوي والعمق الفلسفي والتأمل في المعاناة الإنسانية وسعي الإنسان إلى الفهم والتعبير عن الذات.