في قلب عالم أدب الكلاسيكيات ينسج الكاتب العظيم تشارلز ديكنز حكاية لا تُنسى بعنوان “قصة مدينتين”، والتي تأتي ضمن سلسلة “أكسفورد للعالم الكلاسيكي” وتحمل في طياتها خيوطًا متشابكة من الحب والمصائر المتداخلة في زمن الثورة الفرنسية العظيمة.
يعكس الكتاب وقائعه في لندن وباريس، في فترة الثورة الفرنسية، حيث يتناول أسباب وآثار هذه الانقلاب الاجتماعي الضخم من منظور خاص لافت. يظهر ديكنز شخصياته الخيالية، حيث تكون ردود أفعالهم فردية، وتكون نشاطاتهم السياسية طفيفة، ولكن يتورط الجميع في شبكة معقدة تُنسج بواسطة أفعالهم ومسؤولياتهم الشخصية، ويجذب الجميع إلى باريس خلال فترة الرعب.
تتنوع الشخصيات في الرواية بطريقة تدهش القارئ، حيث تتشابك حيواتهم وتتلاقى مصائرهم بطريقة مدهشة. يبرز ديكنز مهارته السردية في التعبير عن الجوانب الإنسانية المعقدة، ويسلط الضوء على الجوانب الفردية والجماعية لتلك الفترة التاريخية الحاسمة.
تُصنف هذه الرواية ضمن أدب الخيال والكلاسيكيات، حيث تندمج الخيوط السردية ببراعة لتخلق تحفة أدبية فريدة تروي قصة لا تنحصر في الأحداث التاريخية الكبيرة بل تتعمق في نسيج الحياة اليومية والعلاقات الإنسانية.
تصدر هذه النسخة الخاصة من قبل دار النشر جامعة أكسفورد، والتي رأت النور في شهر يونيو من عام 1998، مما يضفي على القارئ تجربة فريدة من نوعها في استكشاف عوالم ديكنز الساحرة.
إن “قصة مدينتين” لا تمثل فقط عملاً أدبيًا رائعًا، بل تشكل أيضًا مرآة للبشرية وتفتح أبوابًا لفهم أعماق الروح البشرية في وجه التحولات الكبرى والضغوط الاجتماعية.