“تذكر هذا الوقت” هو عمل أدبي يأخذنا في رحلة عبر الزمن إلى غرب روسيا خلال الحرب العالمية الأولى والثورة البلشفية، من خلال قصة قوية وحميمية تروي حكاية عائلة شودوروف منذ عام 1914 حتى عام 1919. في قلب هذه القصة تقف كالا، الابنة الثانية من بين أربع بنات، وهي شابة وطنية ومتحمسة تبلغ من العمر ستة عشر عامًا عند بداية الرواية، وهي امرأة شابة تمثل الحياة النشيطة والمجتهدة في تلك الحقبة، مخلصة وفخورة بعائلتها وتقاليدها ومسقط رأسها لييسك. مع تصاعد الحرب وفرض الروس سياسة الأرض المحروقة، يتم تدمير لييسك الحبيبة لكالا – في قلب ما كان يعرف بالمنطقة اليهودية المتوطنة – وتصبح لاجئة، تنضم إلى رعاياها الروس في انسحابهم إلى روسيا الكبرى بينما تختبئ أخواتها ووالديها في الغابة لانتظار تقدم الجيوش الألمانية والتخطيط لإعادة بناء منزلهم المحترق تحت الحكومة الجديدة. بشكل ملحمي ومرح؛ يعتني الكتاب بالتفاصيل التاريخية، وبسحر السرد، يجعل الكتاب المرء يشعر وكأنه قريب جدًا من أهل تلك الحقبة إلى درجة أنه يشعر وكأنه يسمع قصة عائلته الخاصة. يرافقنا الكتاب في رحلة كالا المرهقة، خلال قصة حبها وزواجها من شاب ثائر شاب، وخلال حياتهما معًا في موسكو بينما تندلع الحرب الأهلية. يظهر الكتاب خيبة أملها بالحكومة الاشتراكية الجديدة، ويصف عودتها في النهاية إلى لييسك، حيث تكون شاهدة على حكم المدينة وتعرضها للتضحية بالتتابع على يد الألمان، والبولنديين، والبلشفيين، ومرة أخرى البولنديين. يشارك الكتاب في حياة عائلة شودوروف، بما في ذلك اللحظات الصغيرة والكبيرة من السعادة والمأساة. طوال الأحداث، نرى كيف يتم تحدي تمسك العائلة، واختبار صبرهم، وفهم في النهاية لماذا يختارون الفرار من المنزل الذي يحبونه. في النهاية، تجسد عائلة شودوروف معضلة العالم المنقسم بين المطالب العرقية والوطنية المتنافسة، ممثلين تلك الجيل من المهاجرين الذين جاؤوا إلى أمريكا في العشرينيات مليئين بالأحلام والغضب.
0
