“زوجة الضابط النازي: كيف نجت امرأة يهودية من الهولوكوست”
يعتبر كتاب “زوجة الضابط النازي” للكاتبة إديث هان بير واحدًا من السرد الأكثر إثارة ومؤلمة في تاريخ الهولوكوست. فهو يحكي قصة إديث هان، الشابة النشطة في فيينا التي أجبرتها الجستابو على العيش في غيتو ثم في معسكر عمل. عندما عادت إلى منزلها بعد شهور، عرفت أنها ستصبح امرأة مطاردة وتحت الأرض. بمساعدة صديق مسيحي، ظهرت في ميونيخ باسم جريتا دينر. هناك التقت بفيرنر فيتر، عضو في حزب النازي الذي وقع في حبها. على الرغم من اعتراضات إديث وحتى اعترافها في نهاية المطاف بأنها يهودية، تزوجها وأبقاها هويتها سراً.
تروي إديث بتفاصيل مثيرة للألم حياة مليئة بالخوف المستمر، حيث تتحدث عن المسؤولين الألمان الذين استفسروا بشكل عابر عن نسب والديها؛ وكيف رفضت تمامًا استخدام المسكنات أثناء ولادتها لابنتها، خائفةً من أن تكشف شيئًا من ماضيها في حالة تغيير الوعي؛ وكيف كان عليها الاختباء بعد أن تم قبض زوجها عليه من قبل الجيش السوفيتي وتعرضت للقصف بينما كان جنود روسيا المخمورين يغتصبون النساء في الشوارع.
على الرغم من المخاطر التي تهدد حياتها، خلقت إديث سجلاً ملحميًا للبقاء. حفظت كل وثيقة ومجموعة من الأوراق التي أصدرت لها، بالإضافة إلى الصور التي تمكنت من التقاطها داخل معسكرات العمل. تشكل هذه المئات من الوثائق، عدة منها مدرجة في هذا الكتاب، جزءًا من المجموعة الدائمة في متحف الهولوكوست في واشنطن العاصمة، وهي تشكل فصلاً جديدًا مثيرًا في تاريخ الهولوكوست – معقدًا ومحيرًا وفائزًا في نهاية المطاف.
تحتوي هذه القصة الرائعة على عناصر تاريخية وثقافية غنية، وتقدم نظرة عميقة إلى معاناة اليهود خلال فترة الهولوكوست، وتثير التساؤلات حول الإنسانية والبقاء والمثابرة في وجه أصعب التحديات. إنها ليست مجرد قصة شخصية، بل درس في الإرادة والصمود والقوة الروحية في وجه الظروف القاسية.