في “قصة النفط في أبوظبي” للكاتب حمدان الدرعي، يتناول الكتاب رحلة الإمارة العربية المتحدة وتطورها على مر العقود من خلال عدسة حيوية تركز بشكل خاص على الأحداث التي ترتبط بتاريخ استكشاف واستخدام النفط في المنطقة. يُقدم الكتاب في 160 صفحة من القطع المتوسط، تنقل القارئ إلى عالم مشوق ومعركة من أجل استقلال وتطوير الإمارة.
تتألف العمل من ثلاثة فصول، يفتتح الفصل الأول بفحص علاقة النفط بالسياسة البريطانية في الإمارات في الفترة بين عامي 1892 و1939. يستعرض الكاتب التحديات والتغيرات التي شهدتها المنطقة في ظل تأثير السياسة البريطانية على الأمور الاقتصادية والاجتماعية.
في الفصل الثاني، يركز الكتاب على امتياز النفط في أبوظبي، ملامحه وأثره على الحياة اليومية للسكان. يتناول الكاتب بعمق التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي جلبها اكتشاف النفط، مشيراً إلى التحديات والفرص التي نشأت على إثر هذا الاكتشاف الهام.
وفي الفصل الختامي، يخصص الكتاب مساحة للنظر في دور النفط في بناء الإمارة الحديثة. يرصد الكاتب الجهود التي بذلها القادة والمجتمع في استثمار ثروة النفط في تطوير البنية التحتية وتحسين جودة الحياة. يتحدث الكتاب عن الرؤية المستقبلية التي تمثلت في تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين التقدم الاقتصادي والحفاظ على الهوية الثقافية.
تتنوع الأسلوب والمضمون في “قصة النفط في أبوظبي”، حيث يتميز الكتاب بسرد ممتع يحاكي المشاعر والتفاصيل الواقعية للحياة في تلك الفترة المهمة. يتيح الكاتب للقارئ فهم أعمق للسياق التاريخي والثقافي الذي أثر في تشكيل ملامح إمارة أبوظبي الحديثة.
صدر هذا العمل في عام 2014 عن دار كُتّاب للنشر والتوزيع، وقد اكتسب شهرة واسعة في أوساط القراء المهتمين بالتاريخ والجغرافيا، حيث يعتبر مرجعاً مهماً يسلط الضوء على رحلة إمارة أبوظبي نحو التقدم والتحول. يُرافق الكتاب غلاف ورقي يعزز من قيمته الجمالية، مما يجعله ليس فقط مصدراً للمعرفة ولكن أيضاً قطعة فنية تاريخية تستحق التقدير.
في ختام القراءة، يظهر “قصة النفط في أبوظبي” كعمل استثنائي ينقل القارئ في رحلة زمنية مثيرة، حيث يمزج الكاتب بين الحقائق التاريخية والروح الإنسانية ليخلق تحفة أدبية تترك أثراً عميقاً في أذهان القراء.