تُعتبر ريتا وينترز، البالغة من العمر 44 عامًا والكاتبة الناجحة للروايات الصيفية الخفيفة، دائمًا ما اعتبرت نفسها سعيدة، حتى ما زالت تعتبر نفسها مباركة. هذا حتى تقرر ابنتها الكبرى نورا بشكل غامض الانسحاب من الجامعة لتصبح متسولة على زاوية في شوارع تورونتو، صامتة، وحاملة لافتة حول عنقها تحمل الكلمة “الخير”.
“إلا إذا” هو عمل روائي يتميز بعمقه النفسي والسرد الشيق، يقود القارئ في رحلة تفكيك الحياة الداخلية لريتا وتحولاتها بعد هذا الحدث الغامض الذي غير مسار حياتها. إنه ليس مجرد قصة عن فقدان ابنة، بل هو استكشاف معقد لعواطف وتفكير ريتا، وكيف تغيرت حياتها بشكل جذري بسبب قرار ابنتها.
تنغمس الرواية في عوالم الشعور بالذنب، والحزن، والغضب، والبحث عن المعنى والهدف في وسط هذه الصدمة العاطفية التي تعيشها ريتا. تُعزز الرواية بقوة عناصرها النفسية، مثل السرد الداخلي العميق والصور الرمزية المعقدة التي توضح الحالة العقلية لريتا بشكل ملموس.
تقدم كارول شيلدز في “إلا إذا” قصة تثير التأمل في معاني السعادة، والفقدان، والتضحية، والنضال الداخلي. فالرواية لا تقتصر على سرد أحداث، بل تدخل في عمق الشخصيات وترصد تطورها النفسي بشكل ملموس.
تصف الرواية مدينة تورونتو بطريقة تجعلها شخصية رئيسية أيضًا، فهي المكان الذي تجتمع فيه معاناة ريتا مع تحديات الحياة اليومية، وتتكشف فيه أبعاد العلاقات العائلية والاجتماعية بطريقة تجعل القارئ يعيش تجربة حقيقية.
“إلا إذا” ليست مجرد رواية، بل هي تجربة استكشافية لعمق النفس البشرية، وكيف يمكن لحدث واحد غير متوقع أن يحول حياة شخص بأكمله رأسًا على عقب. تأخذنا كارول شيلدز في رحلة عاطفية ملحمية تجمع بين الجمال السردي والبحث الدائم عن الذات والهوية في وجه التحديات القاسية.
ينصح بقراءة “إلا إذا” لمن يرغب في تجربة رواية تعبر عن أعماق الروح البشرية، وتتناول قضايا مثل الحب، والخسارة، والنضال الداخلي بطريقة ملهمة ومثيرة للتأمل. تأتي هذه الرواية كإضافة قيمة لأي مكتبة أدبية، حيث تبقى ملهمة ومثيرة للنقاش بعد إغلاق آخر صفحة من صفحاتها العميقة والمعبرة.