كتب أجنبية

قتل البابا: إثارة كنسية – كشف الأسرار خلف محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني

“قتل البابا: إثارة كنسية” بقلم تاد شولتز

تعد رواية “قتل البابا: إثارة كنسية” للكاتب تاد شولتز، التي نشرتها دار Scribner في يونيو 2000، واحدة من الأعمال الأدبية التي تجمع بين الدراما والإثارة بأسلوب فني محكم. تنبثق هذه الرواية من تجربة شولتز كمؤلف سيرة حياة البابا يوحنا بولس الثاني، حيث يقدم عملاً خياليًا يستند إلى حقائق حقيقية ومؤامرات غير مكشوفة حول محاولة اغتيال البابا.

تبدأ الرواية بمشهد مثير في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث يظهر البابا فرنسيس السابع، الشخصية المحورية في الرواية، وهو في جولة بين الحشود، يبارك المؤمنين بيده اليسرى. لكن فجأة، يتحول هذا المشهد من السلام إلى الفوضى عندما يتعرض البابا لإطلاق نار من مسافة قريبة، مما يضعه في حالة حرجة ويغرقه في بركة من الدماء داخل سيارته.

يتناول شولتز في روايته محاولة اغتيال البابا التي وقعت في مايو 1981، والتي عُرفت بأنها إحدى المحاولات البارزة في التاريخ الحديث لاستهداف شخصية دينية بارزة. بعد الحادثة، يتم القبض على المهاجم، وهو تركي يُدعى أغكا سيرليك، وينتمي إلى مجموعة إرهابية. ومع ذلك، يرفض البابا فرنسيس السابع، الذي يتسم بالإيمان العميق والتفكير الفلسفي، القناعة بأن سيرليك كان هو المحرك الوحيد وراء محاولة اغتياله. بدلًا من ذلك، يبدأ في البحث عن الدوافع الحقيقية والمكامن العميقة لتلك المؤامرة.

للكشف عن خيوط هذه المؤامرة، يقوم البابا بتجنيد تيم سافاج، وهو قسيس أمريكي وعميل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. من خلال عمله كعميل سري، يكتشف سافاج أن المؤامرة كانت تستهدف البابا من داخل الدوائر المقربة، وليس من الخارج كما كان يعتقد في البداية.

من خلال الرواية، يكشف شولتز عن التفاصيل الدقيقة التي حصل عليها من مصادر رفيعة المستوى، بما في ذلك الشهادات التي قدمت أمام اللجان البرلمانية الأمريكية، وتقارير وكالة الاستخبارات المركزية، وتورط جهاز المخابرات الفرنسي، والنتائج التي توصلت إليها المحاكم الإيطالية والانتربول. يتناول شولتز في روايته الأبعاد السياسية والأمنية المحيطة بالحادثة، مسلطًا الضوء على التداخل بين القوى السياسية والدينية وكيف يمكن أن تؤدي هذه العلاقات إلى أحداث تاريخية مفصلية.

تعتبر “قتل البابا: إثارة كنسية” عملاً أدبيًا يجمع بين التوثيق التاريخي والإثارة الخيالية، حيث يجسد تاد شولتز ببراعة الصراع الداخلي والخارجي الذي يواجهه البابا ومحاولات التحقيق في محاولة الاغتيال. كما يوفر شولتز، من خلال استخدامه للأسلوب الروائي، تفسيرًا مفصلاً وعميقًا للأحداث، مما يتيح للقراء فرصة فهم أعمق للسياسات والأسرار التي تحيط بهذه الحادثة البارزة.

يستفيد شولتز من معرفته العميقة وسنوات عمله كصحفي وكاتب سيرة حياة لتقديم رواية مشوقة تجمع بين الحقائق التاريخية والخيال الأدبي، مما يعزز من قيمة العمل كإضافة هامة إلى مكتبة الأدب الروائي المتعلق بالتاريخ السياسي والديني.

بصفة عامة، “قتل البابا: إثارة كنسية” تُمثل عملاً متميزًا في عالم الروايات السياسية والإثارة، وتعرض تساؤلات عميقة حول القوى التي تتحكم في مصير الشخصيات الدينية البارزة والتجاذبات السياسية التي تشكل أحداث العالم.