يُعد كتاب “قاموس التصوير الفوتوغرافي المعاصر” للمؤلف ليزلي دي. ستروبل مرجعًا مهمًا في عالم التصوير الفوتوغرافي، حيث صدر لأول مرة في سبتمبر عام 1974 عن دار النشر مورغان & مورغان. يُعتبر هذا العمل مصدرًا رئيسيًا لكل من يرغب في التعرف على المصطلحات المعاصرة والمستخدمة في التصوير الفوتوغرافي خلال الفترة التي صدر فيها الكتاب، ما جعله من الأدوات الضرورية للمصورين المحترفين والطلاب والمحبين لهذا الفن.
يتميز الكتاب بتقديمه شرحًا مفصلًا للمصطلحات المستخدمة في التصوير بشكل سهل ومبسط، مما يسمح للقارئ بفهم العمليات التقنية والإبداعية التي تتعلق بالفوتوغرافيا. في فترة السبعينيات، كانت تقنيات التصوير تمر بمرحلة انتقالية مهمة مع ظهور تقنيات جديدة في التصوير الملون والتصوير الرقمي لاحقًا، وبالتالي جاء هذا القاموس ليكون أداة لا غنى عنها لفهم المصطلحات والمفاهيم الفنية التي كانت متداولة في تلك الفترة.
إن الكتاب لا يقتصر فقط على تقديم تعريفات للمصطلحات التقنية، بل يتوسع ليشمل شرحًا للعمليات الفوتوغرافية، المواد المستخدمة، المعدات والأدوات، وأساليب الطباعة، مما يجعله مرجعًا شاملاً يغطي كافة جوانب التصوير الفوتوغرافي. فعلى سبيل المثال، يوضح القاموس كيفية استخدام الكاميرات المختلفة، سواء كانت تقليدية تعتمد على الفيلم أو تلك التي كانت تعتمد على التقنيات الحديثة آنذاك.
كما أن الكتاب لم يقتصر على الشرح النظري فحسب، بل يوفر أيضًا أمثلة تطبيقية تعزز الفهم العميق للتقنيات المختلفة. ويُعتقد أن هذا القاموس ساهم في توحيد المصطلحات في عالم التصوير، حيث أصبح أداة قياسية يعتمد عليها الكثيرون في فهم وتفسير المصطلحات الفوتوغرافية بشكل دقيق.
إضافة إلى ذلك، فإن ليزلي دي. ستروبل يعتبر من الشخصيات الرائدة في مجال التصوير الفوتوغرافي، وله عدد من المؤلفات التي تسهم في فهم هذا المجال. ومن خلال هذا القاموس، جمع بين الخبرة العملية والمعرفة النظرية، مما أعطى العمل قيمة كبيرة سواء للمهنيين أو المبتدئين.
من خلال كتابه هذا، ركز ستروبل على تقديم محتوى شامل يغطي مختلف الجوانب الفنية والمعرفية التي كانت ضرورية لفهم التصوير الفوتوغرافي في ذلك الوقت، وقد لعب الكتاب دورًا بارزًا في تحسين مستوى المعرفة والمهارة لدى المصورين. ومع ذلك، فإن الكتاب يحتفظ بقيمته حتى اليوم، حيث أن العديد من المصطلحات التي تم تناولها فيه لا تزال جزءًا من اللغة المستخدمة في التصوير الحديث.
في النهاية، يُعد “قاموس التصوير الفوتوغرافي المعاصر” واحدًا من المصادر المرجعية التي تسهم في توثيق وفهم تطور عالم التصوير، وهو يستحق مكانته ضمن الأدبيات الفوتوغرافية التي تقدم للقراء صورة شاملة عن هذا الفن بكل تفاصيله التقنية والجمالية.