قاعدة 10-80-10 هي مفهوم يستخدم في مجال إدارة الأعمال وعلم النفس التنظيمي، وهي تعتبر فلسفة مهمة لتحقيق النجاح في مختلف المجالات. تأتي هذه القاعدة لتوضح كيفية تقسيم الأفراد في أي مجتمع أو مؤسسة إلى ثلاث فئات رئيسية بناءً على مستوى تأثيرهم وإسهامهم في العمل. لاحظ أن هذه القاعدة قد تختلف قليلاً في التطبيق من مؤسسة إلى أخرى، ولكن المفهوم العام يظل ثابتاً.
الفئة الأولى هي النسبة الصغيرة من الأفراد تبلغ حوالي 10%، وهؤلاء يُعتبرون القادة والمبدعين والمبتكرين داخل المؤسسة. إنهم الذين يبتكرون الأفكار الجديدة ويقودون التغييرات والابتكارات داخل المنظمة. يتمتع هؤلاء بالرؤية الواضحة والإلهام والقدرة على التحمل العالي للمخاطر، وهم الذين يقودون الشركة إلى مستقبل أكثر إشراقاً.
الفئة الثانية تشكل الغالبية الساحقة وتمثل حوالي 80% من الأفراد داخل المؤسسة. هؤلاء الأفراد يعتبرون النواة الأساسية للمؤسسة، حيث إنهم يؤدون معظم الأعمال ويساهمون في تنفيذ الرؤية والأهداف التي وضعها القادة. على الرغم من عدم وجودهم في الصدارة أو الخلفية، فإنهم يعتبرون عموداً فقرياً لا غنى عنه لنجاح المؤسسة.
أما الفئة الثالثة فتشكل النسبة المتبقية من الأفراد، وهم يمثلون حوالي 10% أيضاً. يُعتبر هؤلاء الأفراد الذين قد يكونون غير ملتزمين بأداء العمل بشكل مثالي، ويمكن أن يشكلوا عامل سلبي على الفريق إذا لم يُداروا بشكل صحيح. من المهم التعامل مع هذه الفئة بحذر وتوجيههم بشكل مناسب لتحسين أدائهم وتحقيق الاستفادة القصوى من مهاراتهم.
تُعد قاعدة 10-80-10 مفتاحاً لتحقيق النجاح لأنها تسلط الضوء على أهمية التركيز على العناصر الرئيسية داخل المؤسسة، وتوجيه الجهود والاستثمارات نحو القوى الدافعة والمحفزة للتغيير والتطوير. بفهم وإدارة هذه الفئات بشكل صحيح، يمكن تحقيق توازن مثالي في أداء المؤسسة والحفاظ على الديناميكية والابتكار في بيئة العمل.
المزيد من المعلومات
بالطبع، دعنا نستكمل المقال:
إلى جانب توجيه الاهتمام والجهود نحو الفئات الثلاث المحددة في قاعدة 10-80-10، هناك عدة استراتيجيات يمكن اتباعها لتعزيز فعالية هذه القاعدة وتحقيق النجاح في المؤسسات:
-
التوجيه والتطوير: يجب على القادة والمديرين في المؤسسة أن يكونوا على دراية بأفراد فريقهم وقدراتهم ونقاط قوتهم وضعفهم. من خلال فهم هذه العوامل، يمكنهم توجيه الجهود وتقديم الدعم والتدريب المناسب لتطوير قدرات الأفراد وزيادة إنتاجيتهم.
-
الاعتراف والتقدير: يجب أن يشعر الأفراد بأن جهودهم مُقدرة ومُحترمة داخل المؤسسة. يمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم الاعتراف العام والمكافآت والترقيات لأولئك الذين يظهرون الأداء المتميز والتفاني في عملهم.
-
التوازن بين العمل والحياة الشخصية: من المهم أن يتمتع الأفراد بتوازن جيد بين حياتهم العملية والشخصية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم بيئة عمل مرنة وداعمة تتيح للأفراد الوقت الكافي للاسترخاء والاستجمام خارج ساعات العمل.
-
تحفيز الابتكار: يجب تشجيع الأفراد على التفكير بشكل إبداعي وابتكاري وتقديم الأفكار الجديدة التي يمكن أن تساهم في تحسين أداء المؤسسة وتطوير منتجاتها أو خدماتها.
-
إدارة الأداء: يجب على المديرين والمشرفين تقديم تقييم دوري لأداء الأفراد وتقديم الملاحظات البناءة والتوجيه لتحسين الأداء. من خلال هذه العملية، يمكن تحفيز الأفراد على تحسين أدائهم وتحقيق النجاح الشخصي والمؤسسي.
باختصار، تُعد قاعدة 10-80-10 إحدى الأدوات الهامة التي يمكن للمؤسسات الاعتماد عليها لتحقيق النجاح والاستدامة في بيئة العمل. باستخدام هذه القاعدة بشكل صحيح وتبني الاستراتيجيات المناسبة، يمكن للمؤسسات تحقيق التوازن والتطور المستمر والابتكار، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق الأهداف المنشودة والنجاح المستدام.