كتب أجنبية

قائمة العميد: رحلة عبر الأكاديمية والتأملات الإنسانية لجون هاسلر

ملخص رواية “قائمة العميد” لجون هاسلر

تعد رواية “قائمة العميد” لجون هاسلر، الصادرة عن دار بالانتين في مايو 1997، إحدى الأعمال الأدبية المميزة التي تجمع بين الطرافة والتأمل العميق في حياة الشخصيات التي يعيشها القارئ. تأتي هذه الرواية كتتمة لرواية هاسلر السابقة “روكري بلووز”، التي نالت إشادة واسعة من نقاد الأدب، حيث وصفها مراجعو “نيويورك تايمز” بأنها من أفضل وأطرف رواياته.

الشخصية الرئيسية والتطورات الجديدة

تدور أحداث الرواية حول ليلاند إدواردز، أستاذ إنجليزي يعزف على البيانو ويحب الصيد، والذي أصبح عميدًا لكلية روكري الحكومية. تعكس الرواية واقع الحياة الأكاديمية في التسعينيات من خلال شخصية ليلاند، الذي يجد نفسه في مواجهة تحديات عديدة بعد توليه هذا المنصب. يتعين على ليلاند أن يتعامل مع العديد من القضايا التي تهدد مستقبل الكلية، مثل انخفاض عدد الطلاب، والعنف المرتبط بالهوكي، والارتباطات غير المرغوب فيها مع أسطورة بول بانيان.

الأحداث الرئيسية والتحديات

تتغير حياة ليلاند بشكل كبير عندما يتلقى عرضًا كبيرًا من صديق قديم، بيغي بينوا كونور، والتي تسقط في حضنه فرصة لجمع التبرعات. يتضمن العرض استضافة الشاعر الأمريكي الشهير ريتشارد فالكون في الكلية. يأمل ليلاند أن يجذب هذا الحدث الأدبي الكبير الكثير من الزوار من مختلف أنحاء الغرب الأوسط، مما يسهم في رفع سمعة الكلية بشكل ملحوظ.

لكن عندما يصل الشاعر فالكون، يجد ليلاند أن الواقع أقل بريقًا مما توقع. فالكون ليس كما كان يتخيله ليلاند، وتبدأ العلاقة بينهما في الكشف عن جوانب أعمق وأكثر تعقيدًا في شخصية ليلاند. يُجبر ليلاند على مواجهة ذكريات مؤلمة تتعلق بوفاة والده عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، ويجد نفسه في رحلة غير متوقعة تشمل إيواء هارب، والوقوف في وجه والدته المتسلطة، وأخيرًا مواجهة محاولاته الفاشلة في الحب والألم الذي تسببت فيه.

الطابع الأدبي والرؤية الإنسانية

من خلال هذه الرواية، يعرض جون هاسلر قدراته الإبداعية مرة أخرى من خلال خلق شخصيات تنبض بالحياة وتثير الاستجابة العاطفية من القارئ. تجسد الرواية ببراعة التحولات التي تطرأ على الشخصيات مع تقدمهم في العمر، والأزمات التي تواجهم في حياتهم، والأثر الذي تتركه عليهم تجاربهم. استخدام هاسلر للعنصر الكوميدي يخفف من حدة المواضيع العميقة التي يتناولها، مما يجعل القارئ يستمتع بالرحلة النفسية والتاريخية لشخصياته.

تتميز الرواية بأسلوبها الساخر والمليء بالتفاصيل الدقيقة التي تخلق صورة حية لأجواء الحياة الأكاديمية والتحديات التي تواجهها المؤسسات التعليمية. كما أن التفاعل بين الشخصيات يعكس جوانب مختلفة من العلاقات الإنسانية، مما يضيف عمقًا إضافيًا للعمل الأدبي.

الخلاصة

في “قائمة العميد”، يعيد جون هاسلر إلى القارئ عالمًا مليئًا بالمواقف الطريفة والأحداث الدرامية، مع الحفاظ على النكهة المميزة التي عرف بها في أعماله السابقة. من خلال تقديم مزيج من الفكاهة والتأمل الجاد، يبرهن هاسلر على كفاءته كأحد أبرز كتّاب الأدب المعاصر، مما يجعل هذه الرواية تجربة قراءة ممتعة وثرية.