الفيروسات، والتي تعتبر من الكائنات الدقيقة غير الخلوية، تُعَدّ واحدة من العناصر الرئيسية في المعجم الطبي الحديث. يتميز الفيروس بطبيعته البسيطة، حيث يتألف من جيناته الوراثية المحاطة بغلاف من البروتين. يكمن جوهر تفاعلاته البيولوجية في قدرته على اختراق الخلايا الحية واستغلال آلياتها لتكاثر نفسه. يعد التفاعل بين الفيروس والخلية المضيفة عملية معقدة تتطلب تفاعلات بيوكيميائية دقيقة.
تتراوح أحجام الفيروسات بين النطاق الدقيق جداً، حيث يتراوح قطر الجسيمات الفيروسية بين 20 إلى 300 نانومتر. يمكن أن تصيب الفيروسات مختلف الكائنات الحية، بما في ذلك البشر والحيوانات والنباتات والبكتيريا.
تتفاوت الفيروسات فيما يتعلق بتأثيرها على الصحة البشرية، حيث يمكن أن تتسبب بأمراض خفيفة إلى حد كبير، وتشمل الأمراض المعروفة مثل نزلات البرد والإنفلونزا وأمراض أخرى ذات خصائص خطيرة مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) وفيروس كورونا (SARS-CoV-2) الذي أثر بشكل كبير على الصحة العامة على مستوى عالمي.
يتطلب فهم الفيروسات تفصيلًا لأدق التفاصيل الجزيئية والتفاعلات الخلوية التي تحدث أثناء الإصابة. يُعَدّ الباحثون والعلماء في مجال الفيروسات مكرسين لفهم تلك العمليات وتطوير وسائل فعّالة للوقاية من الأمراض الفيروسية وعلاجها. في هذا السياق، تكمن أهمية اللقاحات والأدوية الموجهة ضد الفيروسات، حيث تشكل خطوة هامة نحو تعزيز الصحة العامة والحد من انتشار الأمراض المعدية.