تعد حالة “تارانتيسمو” (Tarantismo) ظاهرة نادرة ومعقدة في المجال الطبي، حيث تشير هذه الظاهرة إلى حالة نفسية تتميز بتأثيرات جسدية ونفسية تنشأ نتيجة للإصابة بلدغة عنكبوت العنقاء أو العنكبوت تارانتولا. يعتبر هذا المصطلح جزءًا من التراث الشعبي الإيطالي، وقد تم استخدامه لوصف مجموعة متنوعة من الأعراض والتفاعلات الغريبة التي تحدث عندما يعتقد الأفراد أنهم قد تعرضوا للدغة هذا النوع من العناكب.
تارانتيسمو يُعتبر تقليدياً نوعًا من الانهيارات النفسية التي تظهر بعد اللدغة، حيث يعتقد الأشخاص المتأثرين أنهم يحتاجون إلى الرقص بشكل متكرر وعنيف كوسيلة للتخلص من السموم المزعومة المتراكمة في أنسجتهم. يتم رؤية هذا الرقص الذي يمتد لفترات طويلة كوسيلة لتحرير الطاقة الكامنة والتغلب على التأثيرات الضارة للدغة.
من الناحية الطبية، يمكن تصنيف تارانتيسمو كاضطراب نفسي ناتج عن اعتقادات ثقافية وتأثيرات اجتماعية. قد يكون للتأثيرات النفسية للانفصال الاجتماعي والضغوط الثقافية دور كبير في تطوير هذه الحالة.
تارانتيسمو قد تم استكشافه من قبل الأطباء والعلماء لفهم التفاعل بين العقل والجسم، وكيف يمكن للاعتقادات الثقافية والتقاليد أن تؤثر على الوظائف الجسدية والنفسية. على الرغم من أنه قد يكون هذا المصطلح لا يزال يحمل طابعًا تقليديًا، إلا أن فهم الآثار النفسية والجسدية لتلك الظاهرة يساهم في تطوير أساليب العلاج النفسي والتداخل الطبي الشامل لفهم وتحسين صحة الفرد بشكل شامل.