في المعجم الطبي، يُشير مصطلح “متلازمة توريت” إلى حالة طبية تُعرَف بتسارع حركات وتكرار أصوات غير إرادية ولا إرادية، ويعدُّ هذا التفاعل الحركي والصوتي جزءًا من مجموعة اضطرابات الحركة التي تعرف بالاضطرابات الحركية البسيطة. تُعتبر متلازمة توريت جزءًا من طيف واسع من الاضطرابات يُعرف بالاضطرابات النفسية والسلوكية، والتي قد تتراوح في شدتها وتأثيرها على حياة الفرد.
تظهر أعراض متلازمة توريت في سن مبكرة عادةً، ويتميز الأفراد المصابون بها بالقيام بحركات غير متناسقة وغير طبيعية، مثل تحريك الرأس أو الوجه بشكل مفاجئ، وإصدار أصوات غير مُقصودة. يُعزى هذا السلوك إلى تشوهات في التواصل بين الدوائر العصبية في الدماغ، حيث يكون التحكم الإرادي في الحركات غير كفء.
تتفاوت درجة حدة متلازمة توريت بين الأفراد، فقد يعاني بعضهم من أعراض خفيفة ويعيشون حياة طبيعية، بينما يمكن أن تكون الأعراض في حالات أخرى أكثر شدة وتأثيرًا على الحياة اليومية. يُشير العديد من الأطباء إلى أن متلازمة توريت قد تترافق مع اضطرابات ذهنية أخرى، مثل فرط الحركة وفرط النشاط، مما يجعل التشخيص والعلاج يتطلبان نهجًا شاملاً.
العلاج الطبي لمتلازمة توريت يتضمن غالبًا استخدام الأدوية التي تهدف إلى تخفيف الأعراض، وقد تشمل هذه الأدوية مثبطات إعادة امتصاص الدوبامين. إلى جانب العلاج الدوائي، يُستخدم العلاج النفسي والتدريب السلوكي لمساعدة الأفراد في تحسين التحكم في أعراضهم وتعزيز جودة حياتهم. قد يكون الدعم الاجتماعي والتوجيه الأسري ذات أهمية كبيرة لفهم ومساعدة الأفراد المتأثرين وأسرهم على التعامل مع هذه الحالة.