في سياق الطب والنفس، يشير مصطلح “الشخصية السوسيوباثية” إلى حالة اضطراب في الشخصية يتسم فيها الفرد بتجاهل قواعد المجتمع والأخلاق، مع عدم وجود شعور كاف بالندم أو الذنب. تعتبر هذه الحالة جزءًا من اضطرابات الشخصية النرجسية، حيث يكون الفرد غالبًا عديم الرحمة والتفهم تجاه مشاعر الآخرين، مما يؤدي إلى سلوكيات منفصلة عن المعايير الاجتماعية.
تظهر ملامح الشخصية السوسيوباثية بشكل واضح في سلوك الفرد، حيث قد يكون متلاعبًا وخداعًا، يفتقر إلى التفاعل الاجتماعي الطبيعي، ويظهر نقص في القدرة على بناء علاقات قائمة على الرغبة الحقيقية أو التواصل الإنساني العميق. يمكن أن يكون الفرد المصاب بالشخصية السوسيوباثية قاسيًا ولا يظهر أي نوع من التأثر بمشاعر الآخرين، حتى في الظروف الاجتماعية أو الشخصية الصعبة.
تعد هذه الحالة غالبًا ما تكون مصحوبة بصعوبات في التكيف الاجتماعي وتأثير سلبي على الحياة الشخصية والعلاقات البينية. وفي العديد من الحالات، قد يكون الفرد المصاب بالشخصية السوسيوباثية معرضًا للانخراط في سلوكيات جنائية أو غير قانونية نتيجة لعدم وجود ضمير قوي يوجه تصرفاته.
تشير التحليلات النفسية والاستشارات الطبية إلى أن هناك تأثيرات جينية وبيئية قد تسهم في تطور هذا النوع من اضطرابات الشخصية. يستدعي التعامل مع الشخصية السوسيوباثية تدخلًا متخصصًا، مثل العلاج النفسي والتدخل الاجتماعي، بهدف تحسين السلوك وتعزيز التكيف الاجتماعي للفرد المصاب.