في مفهوم الطب الحديث، يُشير مصطلح “التسمم الدموي الوليد” أو “التسمم الدموي الحديث” إلى حالة خطيرة تحدث عند الرضع حديثي الولادة وتنشأ نتيجة لاختراق الجراثيم أو البكتيريا الضارة الجسم، ما يؤدي إلى استجابة مفرطة من الجهاز المناعي وإطلاق سلسلة من التفاعلات البيولوجية التي تؤدي إلى انتشار الالتهاب في الجسم بشكل عام.
في معظم الحالات، يكون السبب الرئيسي للتسمم الدموي الحديث هو العدوى البكتيرية، ومن بين البكتيريا التي قد تلعب دورًا حاسمًا في إثارة هذه الحالة تشمل مجموعة واسعة من الكائنات المسببة للأمراض، مثل البكتيريا العقدية الإيجابية والسالبة والمشعة والغير المشعة.
تتجلى أعراض التسمم الدموي الحديث عند الرضع في تغيرات في الحالة العامة للطفل، حيث قد يظهر الارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة، والركود، والتقيؤ، وعدم الاستجابة بشكل طبيعي للتغذية، بالإضافة إلى زيادة في معدل ضربات القلب وتسارع التنفس. يمكن أن تكون هذه الأعراض مؤشرات على انتشار الالتهاب والتسمم في جميع أنحاء الجسم.
تعد التشخيص الدقيق للتسمم الدموي الحديث ضروريًا لبدء العلاج الفوري والمناسب. يشمل ذلك تحليل عينة من دم الرضيع لتحديد نوع الكائنات الدقيقة التي قد تكون السبب، بالإضافة إلى فحص الأعراض والتقييم السريري.
يعتمد العلاج على المضادات الحيوية الفعالة ضد البكتيريا المحددة، ويمكن أن يتطلب الأمر الإدارة الفعالة للسوائل والدعم الحيوي للأعضاء الحيوية عند الضرورة. يحظى العديد من الأطفال بالتحسن مع العلاج الفوري والملائم، ولكن يبقى الوقاية والتشخيص المبكران ذات أهمية بالغة لتجنب المضاعفات الجسيمة المرتبطة بتسمم الدم في المرحلة العمرية الصغيرة.