التأثير الفسيولوجي الذي يتجلى في تماسك العضلات بعد وفاة الكائن الحي يعرف بمصطلح “Rigor Mortis”، وهو ظاهرة تشير إلى تصلب العضلات الذي يحدث بشكل تدريجي بعد التوقف الكامل للوظائف الحيوية. يمكن القول إنها تمثل جزءًا من سلسلة التغيرات البيولوجية التي تحدث في جسم الإنسان بعد الوفاة.
عندما يتوقف الجهاز التنفسي ويتوقف ضخ القلب، يبدأ الهواء في الرئتين بالنضوج ويحدث انخفاض تدريجي في محتوى الأكسجين في الأنسجة. في هذا السياق، يتجاوب الجسم بتفعيل عدة آليات تؤدي في النهاية إلى انخراط العضلات في حالة التصلب.
في البداية، يحدث انخراط العضلات في هذه الظاهرة بسبب نقص إمداد الخلايا بالطاقة، حيث تتوقف عمليات الاستقلاب الطاقوي. يتمثل الدور الرئيسي في هذه العملية في تغيير الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP)، الذي يعتبر مصدرًا رئيسيًا للطاقة في الخلايا، إلى الأدينوسين ثنائي الفوسفات (ADP). هذا التحول يتسبب في انخراط البروتينات المسؤولة عن انزعاج العضلات.
تبدأ هذه العملية في العضلات الصغيرة ثم تنتقل إلى العضلات الأكبر، حيث تصبح العضلات تدريجياً أكثر تماسكًا وصلابة. يمكن مراقبة تطور هذه الظاهرة بشكل واضح خلال الفترة الزمنية اللازمة لتحقيق التصلب الكامل، حيث تتغير ملمس العضلات من المرونة إلى الصلابة.
من الجدير بالذكر أن التأثيرات المحيطة بـ Rigor Mortis قد تختلف بناءً على عدة عوامل، مثل درجة الحرارة المحيطة والرطوبة، وهذا يؤثر على سرعة تقدم هذه العملية. إضافة إلى ذلك، يمكن استخدام حالة Rigor Mortis في التحليل الطبي الشرعي لتحديد توقيت الوفاة وفهم العمليات الفسيولوجية التي تحدث بعد الوفاة.