ظاهرة الإجهاض المتكررة، المشار إليها في السياق الطبي بمصطلح “Recurrent Abortion”، تمثل مشكلة طبية معقدة تتسم بتكرار حدوث الإجهاض في المراحل المبكرة من الحمل، وتشكل تحديات كبيرة للأزواج الذين يعانون منها. يُعرَّف الإجهاض المتكرر عادةً عند حدوث ثلاثة أو أكثر من الإجهاضات المتتالية قبل بلوغ الجنين للأسبوع العشرين من الحمل.
تكون أسباب حدوث الإجهاض المتكررة متنوعة وقد تكون ناتجة عن عدة عوامل، منها العوامل الوراثية، العوامل التشريحية، والعوامل البيئية. يُعَد التحقق من الحالة الصحية للأم والأب، بما في ذلك الفحص الوراثي والاختبارات الهرمونية، جزءًا هامًا من التشخيص. يمكن أيضًا أن تساهم الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري وأمراض الغدة الدرقية، في زيادة فرص حدوث الإجهاض المتكرر.
يشمل العلاج لهذه الحالة تقديم الدعم النفسي والعاطفي للأزواج المتأثرين، إضافة إلى التدابير الطبية التي قد تشمل تنظيم الهرمونات والعلاجات الوراثية المستهدفة. قد يتضمن العلاج أيضًا إجراء عمليات جراحية لتصحيح تشوهات التشكل في الرحم أو لإزالة عيوب التشكل التي قد تسبب الإجهاض المتكرر.
من المهم فحص كل حالة على حدة وتقديم العلاج الشخصي الملائم لتحسين فرص الحمل الناجح. يتطلب التعامل مع ظاهرة الإجهاض المتكرر تعاونًا شاملاً بين فريق الرعاية الصحية والزوجين المعنيين، وقد يتطلب الأمر فترة طويلة من المتابعة والعناية لضمان نجاح الحمل في المستقبل.