في سياق المعاجم الطبية، يُعرَف الارتفاع الشديد في المنطقة الجبلية بكونه مؤشرًا على اضطرابات محتملة في جهاز التنفس، ومن بين هذه الاضطرابات يأتي تراكم السوائل في الرئتين، المعروف أيضًا بمصطلح “الاحتقان الرئوي” أو “الوذمة الرئوية”. يتسبب الارتفاع الكبير في الارتفاع الجغرافي، مثل المناطق الجبلية ذات الارتفاع العالي، في تغييرات جوية تؤثر على الضغط الجوي وتعرّض الفرد لظروف بيئية تختلف عن تلك التي يعتاد عليها في المستويات الأقل.
تُعَدُّ وذمة الرئة مظهرًا خطيرًا للتأثيرات الفيزيولوجية للارتفاع الجبلي الشديد، حيث يمكن أن تحدث هذه الحالة نتيجة لانخفاض نسبة الأكسجين المتاحة في الهواء عند هذا الارتفاع. يتسبب هذا النقص في الأكسجين في تحفيز الجهاز التنفسي على العمل بشكل مكثف لتلبية احتياجات الجسم. تتفاعل هذه الإجهادات مع التغييرات في الضغط الجوي وتركيز الأكسجين، مما يؤدي في بعض الحالات إلى تكوين السوائل في الأوعية الدموية الرئوية وتسربها إلى الأنسجة المحيطة، مما ينجم عنها الوذمة الرئوية.
يُشير العديد من الدراسات الطبية إلى أن الأفراد الذين يتعرضون للارتفاع الشديد في الجبال قد يكونون عرضة لمشاكل التنفس، وعلى رأسها وذمة الرئة، وهو مرض يمكن أن يصبح حادًا ويتطلب العناية الطبية الفورية. بشكل عام، يُفضل للأفراد الذين يخططون للتوجه إلى مناطق جبلية عالية الارتفاع الالتزام بفحوصات طبية وتقييمات مسبقة لتقييم قدرتهم على التكيف مع التغيرات البيئية والتنبؤ بمخاطر الاضطرابات التنفسية المحتملة، وبذلك يكونون على دراية بطرق الوقاية والتعامل مع تلك الظروف.