المصطلح الطبي “الاحتقان الرئوي” يمثل حالة طبية تتسم بتراكم السوائل في الأنسجة الرئوية، وهو أمر يمكن أن يؤدي إلى تداول غير فعّال للغازات في الرئتين. يُصنف الاحتقان الرئوي عادةً كمشكلة طبية خطيرة تتطلب اهتمامًا فوريًا. ينشأ هذا الاضطراب نتيجة لتسرب السوائل من الأوعية الدموية إلى الأنسجة المحيطة بالرئتين، مما يتسبب في تورم واحتقان يؤثر على الوظيفة الطبيعية للرئتين.
تُعَدّ الأسباب المشتركة لحدوث الاحتقان الرئوي متنوعة، وتتضمن الفشل القلبي الاحتقاني كأحد الأسباب الرئيسية، حيث يفشل القلب في ضخ الدم بكفاءة، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية الرئوية وتسرب السوائل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تُسهم التهابات الرئتين، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب الأخرى في تفاقم هذا الوضع.
تتمثل الأعراض الشائعة للاحتقان الرئوي في صعوبة التنفس، وخاصةً عند الاستلقاء، وزيادة تعب المريض. قد يُشعر المصاب بالضيق أو الثقل في الصدر، وقد يصاحب ذلك ارتفاع في معدل ضربات القلب. يتطلب التشخيص الدقيق للحالة استنادًا إلى التاريخ الطبي للمريض، والفحص السريري، والفحوصات الطبية المختلفة، بما في ذلك التصوير الشعاعي واختبارات وظائف القلب.
تتضمن خيارات علاج الاحتقان الرئوي إدارة الأسباب الرئيسية للحالة، والتحكم في الأعراض، وتحسين وظائف القلب والرئتين. يمكن استخدام الأدوية مثل مدرات البول والمدرات ومضادات التخثر لتحقيق تحسين، بالإضافة إلى تعديلات في نمط الحياة والغذاء. في الحالات الخطيرة، قد يتطلب العلاج إجراء تداخلات طبية مثل التصريف السائل، أو الأوكسجين الإضافي، أو حتى الدعم الميكانيكي للتنفس.
يتطلب إدارة الاحتقان الرئوي فريقًا طبيًا متخصصًا وتخطيطًا فعّالًا للعناية بالمريض وضبط عوامل الخطر المحتملة. يجب أن يتم التدخل العلاجي بموجب إشراف طبي كامل، مع مراعاة الظروف الفردية لكل مريض، بهدف تحسين جودة حياته والوقاية من تفاقم الحالة.