في سياق المعاجم الطبية، يُعرَّف مصطلح “البروتيوميات” أو “Proteomics” بأنه الفرع العلمي الذي يختص بدراسة البروتينات التي تتواجد في الخلايا والأنسجة الحية، ويهتم بتحليل هيكلها ووظائفها بمفهوم شامل. يعكس هذا المجال البحثي تطوراً هائلاً في فهمنا للعمليات الحيوية والمسلسلات الزمنية للبروتينات داخل الخلايا.
تعتبر البروتيوميات أحد التوجهات البحثية الحديثة التي أحدثت ثورة في فهم الأمراض والتشخيص، حيث يسمح تحليل البروتينات بفتح نوافذ جديدة للكشف عن تفاصيل دقيقة تتعلق بالصحة والمرض. يتيح هذا التوجه تطوير أساليب تشخيص دقيقة وتحديد مستهدفات العلاج بشكل فعال.
تشمل أساليب البروتيوميات تقنيات متقدمة مثل الطيف الكتلي (Mass Spectrometry) والكروماتوغرافيا السائلة (Liquid Chromatography)، وتقنيات الفصل الكهروكيميائي (2D Electrophoresis). يُستخدم هذه الأساليب لتحديد التغيرات في تركيب وكمية البروتينات، مما يُمكن الباحثين من رصد التغيرات في الخلايا بشكل دقيق ومفصل.
على سبيل المثال، يمكن لتقنيات البروتيوميات أن تسهم في تحديد التواقيع البروتينية المرتبطة بالأمراض المعينة، وبالتالي توفير إشارات تشخيص دقيقة. كما يمكنها كشف الآليات الجزيئية التي تقف وراء استجابات الخلايا للعلاجات الدوائية، مما يُسهم في تحسين فعالية العلاجات وتخصيصها بشكل أفضل لاحتياجات المرضى.
بهذا السياق، تُعَدُّ البروتيوميات تقنية رئيسية في فهم تعقيد الأنظمة الحيوية وتحسين التشخيص والعلاج في المجال الطبي، مما يعزز التطور العلمي والطبي في مجال الأمراض وصحة الإنسان.