في سياق المعاجم الطبية، يُعرف اضطراب الاعتلال الوجهي، المعروف أيضاً باسم “العمى تجاه الوجوه” أو باللغة الطبية “البروسوباغنوسيا”، كحالة طبية تتميز بعجز فردي عن تمييز وتعرف الوجوه بشكل فعال. يتسم هذا الاضطراب بتلف في المناطق الدماغية المسؤولة عن معالجة المعلومات المرتبطة بالوجوه، مثل الفص القرصي البصري والفص الخشن الغشائي.
تعتبر البروسوباغنوسيا حالة نادرة وفريدة، حيث يواجه الأفراد المصابون بها تحديات كبيرة في التعرف على الوجوه البشرية، سواء كان ذلك للأشخاص الذين يعرفونهم شخصياً أو حتى للتعرف على وجوههم الخاصة. يتفاوت شدة هذا الاختلال بين الأفراد، حيث يمكن أن يكون تأثيره متغيرًا من حالة إلى حالة.
يظهر البروسوباغنوسيا بشكل واضح في الحياة اليومية، حيث يجد المصابون بها صعوبة في التعامل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين بشكل طبيعي. قد يعتمد الأفراد على سمات أخرى، مثل الشعر أو اللباس، للتعرف على الأشخاص. يعد التشخيص الدقيق لهذا الاضطراب تحدًا، حيث يتطلب تقييمًا متخصصًا باستخدام اختبارات متقدمة وتقنيات الصور الشخصية.
تشير الدراسات إلى أن أسباب البروسوباغنوسيا يمكن أن تتنوع، بدءًا من الأسباب الوراثية إلى الأسباب الناتجة عن إصابات في الدماغ أو اضطرابات نفسية. يعتبر التفاعل العصبي المعقد في المناطق المسؤولة عن معالجة المعلومات البصرية للوجوه جزءًا أساسيًا من الفهم لهذا الاضطراب.
على الرغم من عدم وجود علاج نهائي للبروسوباغنوسيا حاليًا، إلا أن هناك بعض الإجراءات والتقنيات التي يمكن اتخاذها لتسهيل حياة الأفراد المتأثرين. من بين هذه الإجراءات، يُشير بعض الأطباء إلى التدريب الخاص على تحسين التمييز بين الوجوه واستخدام وسائل الذاكرة البديلة كوسيلة للتعرف على الآخرين.
فهم البروسوباغنوسيا يسهم في تحسين الدعم والتوجيه للأفراد المصابين بها، مما يؤدي إلى تحسين الجودة الحياتية لهؤلاء الأفراد على المدى الطويل.