في سياق المعاجم الطبية، يُعرَف مرض بوت، المعروف أيضًا باسم مرض بوت الفقري، بأنه حالة طبية تؤثر على العمود الفقري، وينتج عن إصابة الفقرات بعدوى بكتيرية، وبشكل رئيسي بواسطة البكتيريا المعروفة باسم Mycobacterium tuberculosis. يشكل مرض بوت جزءًا من الأمراض السلية، حيث يعد الجرثومة المسببة للسل هي العامل الرئيسي وراء تطور هذا المرض.
تتسم حالات مرض بوت بتأثيرها الرئيسي على الفقرات القطنية في العمود الفقري، وهو ما يتسبب في تدمير النسيج الفقري وتشوه هيكله. يبدأ المرض عادة بالتسرب الدموي للبكتيريا المسببة للسل إلى العظام، حيث يؤدي ذلك إلى التهاب الفقرات وتكوين ما يعرف بالعدوى الفقرية. يُعتبر العظم القطني هو الجزء الأكثر تأثرًا، والتأثير البكتيري يمكن أن يؤدي إلى هشاشة العظم وفقدان استقراره.
أحد السمات المميزة لمرض بوت هو التسبب في تشوهات في شكل العمود الفقري، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ظهور “القفص الطيفي”، الذي يعكس شكل القوس الذي يشبه القفص. يمكن أن يظهر هذا التشوه بوضوح في المراحل المتقدمة من المرض.
تعتبر الأعراض المصاحبة لمرض بوت متنوعة، حيث قد يشعر المريض بألم في الظهر وقد يلاحظ فقدان الوزن والشعور بالتعب بسرعة. قد يصاحب ذلك انحناء الظهر وفقدان الحيوية.
من الجدير بالذكر أن علاج مرض بوت يتطلب نهجًا شاملاً، يشمل استخدام العلاجات الدوائية المضادة للسل للقضاء على العدوى البكتيرية، بالإضافة إلى العلاج الجراحي في حالات التشوه الشديدة. يجب توجيه العلاج للحد من التأثير الضار على العمود الفقري وتحسين جودة حياة المريض.