في ضوء الأبحاث الطبية والمعلومات المتاحة في المعاجم الطبية، يعد متلازمة ارتفاع معدل دقات القلب الواقعة بعد تغيير الوضعية الجسدية، المعروفة باسم “POTS” أو متلازمة النقص البوستوري للتحمل، ظاهرة طبية تؤثر على جهاز الدوران بشكل كبير. يتميز هذا المرض بارتفاع ملحوظ في معدل ضربات القلب عند الوقوف أو التغيير الوضعي من الوضع الجالس إلى الوقوف، دون أن يترافق ذلك مع انخفاض ضغط الدم بشكل ملحوظ. وهذا ما يميزها عن الأمراض الأخرى التي قد تتسبب في انخفاض ضغط الدم.
تشكل متلازمة POTS تحديًا طبيًا للأطباء والمرضى على حد سواء، حيث يعاني المرضى من أعراض متنوعة تشمل الدوخة، والإعياء، والغثيان، والشعور بعدم الراحة في القلب، والصداع، والتعب الشديد. يرتبط هذا التأثير البارز على جهاز الدوران بخلل في نظام العصب الذي يتحكم في القلب والأوعية الدموية، ويؤثر ذلك على تنظيم معدل ضربات القلب.
تعد التشخيصات المبكرة والفهم العميق لهذه الحالة ضروريين لتقديم العلاج المناسب. يشمل العلاج لمتلازمة POTS تعديلات في نمط الحياة، مثل زيادة تناول الملح والسوائل، وممارسة التمارين الرياضية بشكل مناسب، إلى جانب الأدوية التي قد تشمل بيتا بلوكرز وأدوية تعزز الحركة البطيئة للأمعاء.
في الختام، يظهر متلازمة POTS كتحدي طبي معقد يتطلب فهمًا دقيقًا وعلاجًا متخصصًا لتحسين نوعية حياة المصابين بهذا المرض.