في المعجم الطبي، يُعرَّف اضطراب الهلوسات ما بعد الولادة، المعروف أيضًا بالاكتئاب النفسي ما بعد الولادة، بأنه حالة نفسية خطيرة ونادرة تصيب بعض النساء بعد الإنجاب. يتميز هذا الاضطراب بتطور أعراض نفسية شديدة في الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة. يعتبر هذا الاضطراب جزءًا من اضطرابات المزاج والذهان، وهو يتسم بتغيرات كبيرة في المزاج والتفكير تتراوح بين الهلوسات والانفصام والارتباك الشديد.
يمكن أن تشمل الأعراض المميزة لاضطراب الهلوسات ما بعد الولادة الهلوسات السمعية والبصرية، حيث يمكن للمصابة بالحالة سماع أصواتًا أو رؤية أشياء غير حقيقية. كما يمكن أن تظهر أعراض الهلوسات بشكل تفاعلي مع المزاج، حيث تترافق مع فترات من الانفعال المفرط أو الهدوء الشديد. يعد الاكتئاب جزءًا أساسيًا من هذا الاضطراب، حيث تعاني المرأة المصابة من مشاعر عميقة من الحزن واليأس، وقد يتطور الاكتئاب إلى حد الانتحار في حالات شديدة.
يعتبر التشخيص الدقيق لاضطراب الهلوسات ما بعد الولادة تحديًا، حيث يتطلب ذلك التمييز بين هذا الاضطراب وبين اضطرابات أخرى مرتبطة بفترة ما بعد الولادة، مثل اضطرابات القلق أو الاكتئاب النفسي العابر. يعتبر الدعم النفسي والطبي هامًا في علاج هذا النوع من الاضطرابات، وقد يتضمن العلاج استخدام الأدوية النفسية، مثل مضادات الذهان، بالإضافة إلى الدعم النفسي والعلاج النفسي.
من المهم أن يشارك الأطباء وفرق الرعاية الصحية في متابعة دقيقة لحالة المرأة المصابة، وضبط العلاج وفقًا لتقدم الأعراض والتحسن العام. يجب على الأفراد المحيطين بالمرأة المصابة بالاضطراب الهلوسي ما بعد الولادة تقديم الدعم العاطفي والفهم، حيث يلعب الدعم الاجتماعي دورًا هامًا في تحسين نتائج العلاج.