في عالم الطب، يُعرف اضطراب ما بعد الصدمة، الذي يُعرَف أيضاً باسم “Post-Traumatic Stress Disorder” (PTSD)، باعتباره حالة نفسية معقدة ومرضية تنشأ نتيجة لتعرض الفرد لتجارب مروعة أو صدمات نفسية خطيرة. يعد هذا الاضطراب جزءًا من فئة الاضطرابات النفسية التي ترتبط بالتعرض لمواقف تهديدية للحياة أو مأساوية، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للشخص المتأثر.
تظهر أعراض PTSD على نطاق واسع من النواحي النفسية والفسيولوجية، حيث يمكن أن تشمل الأعراض النفسية الفزع الشديد، والتجنب النفسي للأماكن أو الأحداث المرتبطة بالصدمة، واضطرابات النوم، والتفكير المتكرر في الحادث، بالإضافة إلى التشوش في التفكير والتركيز. أما الأعراض الفسيولوجية، فقد تشمل الاضطرابات في نمط النوم، وزيادة الاستفاق الليلي، والتوتر العصبي، والاضطرابات في الهضم.
يتم تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة عندما تستمر هذه الأعراض لفترة زمنية طويلة بعد وقوع الحادث، وتتسبب في إعاقة الأداء الوظيفي أو الاجتماعي للفرد. يشير المعجم الطبي إلى أن الاضطراب قد يتطلب علاجاً شاملاً يشمل الدعم النفسي والعلاج السلوكي، بالإضافة إلى العلاج الدوائي في بعض الحالات.
من المهم فهم أن PTSD لا يقتصر على فئة معينة من الأفراد، بل يمكن أن يؤثر على أي شخص يتعرض لتجارب مؤلمة بشكل مكثف. إدراك الأطباء والمحترفين في مجال الصحة النفسية لهذا الاضطراب أمر حيوي لتوجيه الدعم اللازم وتوفير الرعاية الملائمة للأفراد الذين يعانون منه.