لقاح الشلل الدماغي، المعروف أيضًا باسم لقاح سابين، يمثل تحفة طبية تاريخية ذات أهمية بالغة في مجال الصحة العامة. يعود أصل هذا اللقاح إلى العالم البولندي الأمريكي البارز، الدكتور ألبرت سابين، الذي قام بتطويره في سبيل مكافحة وباء شلل الأطفال، الذي كان يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة في النصف الأول من القرن العشرين.
يتميز لقاح سابين بأنه لقاح فموي، حيث يُعطى عن طريق الفم وليس عبر الحقن، مما يجعله وسيلة فعّالة وسهلة التوزيع. يستند هذا اللقاح إلى فيروس الشلل الدماغي المُخفَّف الذي يُدعى فيروس الشلل الدماغي المُعدَّل بالحمض النووي. يقوم هذا الفيروس بتحفيز جهاز المناعة للتعرف على الفيروس الحقيقي وتكوين استجابة مناعية قوية ضده، دون أن يتسبب في الإصابة بالمرض.
تاريخ هذا اللقاح يعود إلى عقود الخمسينات والستينات من القرن الماضي، حيث بدأ استخدامه على نطاق واسع في حملات التلقيح لمكافحة انتشار شلل الأطفال. يُعَدُّ هذا اللقاح إحدى الإنجازات الكبيرة في مجال الطب والصحة العامة، حيث ساهم بشكل فاعل في تقليل وحتى القضاء على الحالات المصابة بشلل الأطفال في معظم أنحاء العالم.
تجدر الإشارة إلى أن لقاح سابين لا يقتصر فقط على منع انتشار شلل الأطفال، بل أيضًا يعد مثالًا للابتكار الطبي الذي يستمر في حماية الأجيال المتعاقبة من هذا المرض المدمر. يُعَدُّ العمل البحثي والابتكار الذي قام به الدكتور ألبرت سابين وفريقه جزءًا أساسيًا من تاريخ الطب الحديث، حيث سهَّمَ بشكل كبير في تحسين جودة الحياة للكثيرين حول العالم.