تعتبر التسمم بالزئبق من الحالات الطبية الخطيرة التي تنطوي على تأثير سام لهذا العنصر الكيميائي الثقيل. يعتبر الزئبق سماً ثقيلاً يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة البشرية في حالة التعرض المفرط أو المستمر. يُدرج التسمم بالزئبق ضمن الحالات التي يجب التعامل معها بجدية وفورية في المجال الطبي.
يتسبب التعرض للزئبق بشكل رئيسي من خلال استنشاق البخارات المتطايرة من المركبات الزئبقية أو عند تناول الطعام الملوث بكميات عالية من هذا العنصر. يتم امتصاص الزئبق بسرعة في الدم وينتقل إلى الأنسجة المختلفة في الجسم، ما يسبب آثاراً سلبية على الأعضاء الحيوية.
من بين الأعراض الشائعة لتسمم الزئبق تشمل الألم الحاد في المعدة، والغثيان، والقيء، والإسهال. كما يمكن أن يظهر التسمم بالزئبق على شكل اضطرابات عصبية مثل الهلوسات وفقدان التوازن واضطرابات النطق. يمكن أن يؤدي التعرض المكثف للزئبق إلى أضرار بالكلى والكبد، وتشوهات جسيمة في النظام العصبي المركزي.
لتشخيص تسمم الزئبق، يتطلب الأمر فحصاً دقيقاً للتحقق من مستويات الزئبق في الدم والبول. يعتمد العلاج على درجة الإصابة والأعراض المترافقة، وقد يشمل العلاج إزالة المصدر المسبب للتسمم وتوفير العلاجات الداعمة لتخفيف الأعراض. يمكن أن يكون العلاج متعدد التخصصات بمشاركة فريق طبي يضم أطباء الطوارئ وأخصائيي السموم والأطباء العصبيين.
يجب أن يتم التركيز على التوعية حول مخاطر التعرض للزئبق واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب المخاطر المحتملة. من ضمن هذه الاحتياطات، ينصح بتجنب استخدام المواد التي تحتوي على كميات كبيرة من الزئبق، وضرورة التهوية الجيدة في الأماكن التي يمكن أن تحتوي على بخارات زئبق، والامتناع عن تناول الأسماك الملوثة بشكل مفرط بهذا المعدن الثقيل.