في سياق مجال الطب وفي ضوء الاستجابة الفسيولوجية المعقدة للجسم للعوامل البيئية، نجد أن مصطلح “متلازمة الحساسية الشفوية”، التي يُشار إليها في الأوساط الطبية باللغة الإنجليزية باسم “Oral Allergy Syndrome”، تُعَدّ من الحالات المعروفة والتي يُخصّص لها مكانة في المعاجم الطبية. إن هذه المتلازمة تمثل ظاهرة معقدة تتسم بتفاعل الجهاز المناعي للفرد مع مواد معينة موجودة في الطعام، وذلك بشكل يتزامن مع حساسية للحبوب اللقاحية.
في هذا السياق، يتسم المصابون بمتلازمة الحساسية الشفوية بظهور أعراض عدوى تأثيرية في الفم والحلق بعد تناول معين من الفواكه والخضروات، وذلك نتيجة التشابه في البنية الكيميائية بين البروتينات الموجودة في هذه الأطعمة والبروتينات الموجودة في حبوب اللقاح. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يعاني الأفراد الذين يعانون من حساسية للبيرة من رد فعل تحسسي عند تناول الفواكه مثل الخوخ والتفاح، نظرًا لوجود تشابه في البروتينات بين اللقاحات والفواكه المذكورة.
تشير الدراسات العلمية إلى أن تحليل تاريخ الحالة وفحص الأعراض يمكن أن يسهمان في تشخيص متلازمة الحساسية الشفوية، بالإضافة إلى إجراء اختبارات الحساسية الجلدية وفحص الدم لتحديد العوامل المحددة المسببة لهذا التفاعل الحساسي.
من الناحية العلاجية، يتطلب التعامل مع متلازمة الحساسية الشفوية استشارة أطباء الحساسية والتحسس، حيث يمكن أن يُفضل تجنب تناول الأطعمة المحتملة أن تسبب رد فعل تحسسي. كما يُنصح أيضًا بمتابعة العلاجات الطبية المناسبة لتخفيف الأعراض عند الظهور، وذلك تحت إشراف الفريق الطبي المختص.