في سياق المعاجم الطبية، يُشير اضطراب الوسواس القهري (OCD) إلى حالة نفسية مزمنة تتسم بظهور أفكار مُتكررة وغير مرغوب فيها، تُعرف بالوساوس، بالإضافة إلى أفعال قهرية يُقوم بها الفرد بهدف التخلص من هذه الأفكار أو تجنب حدوث مخاوفه. يتسم الفرد المصاب بـOCD بعدم القدرة على التحكم الكامل في تلك الأفكار والتصرفات، مما يتسبب في تأثير سلبي على جودة حياته اليومية.
تعتبر الأفكار الوسواسية الشائعة في حالات اضطراب الوسواس القهري أن يكون هناك خطر مستمر أو مخاطر صحية، وغالباً ما تتعلق بالتلوث، الأمان الشخصي، أو أي مجموعة من المخاوف الحياتية. بمجرد ظهور هذه الأفكار، يقوم الفرد بتنفيذ أفعال قهرية أو روتينية للتخفيف من التوتر الذي تسببه تلك الأفكار.
من الناحية العصبية، يُعزى اضطراب الوسواس القهري إلى اختلال في وظائف الدماغ، خاصة في مناطق تتعلق بنقل الإشارات العصبية ومعالجة المعلومات. تشير الدراسات إلى دور مركبات النيوروترانسميترات، مثل السيروتونين والدوبامين، في تنظيم الحالة المزاجية والتحكم في السلوكيات، وقد يكون لها دور في تطوير الأعراض المرتبطة بالـOCD.
إدارة اضطراب الوسواس القهري تتضمن تدابير متعددة، بما في ذلك العلاج النفسي السلوكي (CBT)، حيث يتم تحديد وتعديل الأنماط الفكرية والتصرفية. كما قد يستفيد المرضى من الأدوية التي تؤثر على النيوروترانسميترات. تعد معالجة اضطراب الوسواس القهري تحديًا طويل الأمد يتطلب التزاماً من قبل المريض والتعاون الوثيق مع الفريق الطبي.