في سياق المعاجم الطبية، يُعرف مرض ميناماتا بأنه حالة صحية ناتجة عن التسمم بالزئبق العضوي، والذي يعتبر مركبًا سامًا يمكن أن يؤثر سلبًا على الجهاز العصبي والأعضاء الداخلية. يشير مصطلح “ميناماتا” إلى مدينة ميناماتا في اليابان، حيث كانت هناك تفشيات لهذا المرض في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
تمثل مصدر التلوث الرئيسي للزئبق العضوي في ميناماتا منشأة صناعية تقوم بتصنيع المواد الكيميائية، حيث تم رمي نفايات الزئبق في المياه المحلية. كانت هذه النفايات تحتوي على مستويات عالية من المركبات العضوية للزئبق، مما أدى إلى تلوث المياه والأسماك في المنطقة.
أظهرت الدراسات الطبية أن التعرض المطول لهذا التلوث بالزئبق العضوي يمكن أن يتسبب في أعراض متنوعة، منها اضطرابات في النظام العصبي المركزي، مثل فقدان الذاكرة، واضطرابات في التنسيق الحركي، وتغيرات في الحالة النفسية. كما يُلاحظ أن الأطفال والجنين في رحم الأم تكون أكثر عرضة للتأثير الضار للزئبق.
يُعد مرض ميناماتا مثالًا بارزًا على الآثار الصحية المدمرة للتلوث البيئي وأثره على الصحة العامة. يتطلب التشخيص والعلاج لهذا المرض جهدًا كبيرًا من المجتمع الطبي، ويشمل ذلك إدارة الأعراض والتخفيف من الآثار الجانبية، مع التركيز على تقليل التعرض المستقبلي للزئبق وتحسين جودة المياه والغذاء.