الحمى البحر الأبيض المتوسط، المعروفة أيضًا باسم حمى شرق البحر الأوسط أو مرض فميلي متوسطي الشدة، هي حالة طبية مزمنة تتسم بنوبات متكررة من الحمى والألم المفاصل، وتعد هذه الحالة جزءًا من مجموعة الأمراض الراقية الحميدة. يعتبر العامل السببي الرئيسي لهذا المرض هو بكتيريا البروسيلا، والتي تنتقل إلى الإنسان عادة عبر استهلاك منتجات حيوانية ملوثة أو عبر اتصال مباشر مع حيوانات مصابة.
تظهر أعراض حمى البحر الأبيض المتوسط بشكل غالبٍ في سنوات الطفولة أو في سن المراهقة، وتشمل الحمى المتقطعة المستمرة، وآلام المفاصل الحادة، وآلام البطن، وتورم الكبد والطحال. على الرغم من أن معظم الحالات تكون خفيفة وتختفي بمرور الوقت، إلا أنه قد تحدث حالات خطيرة قليلة، خاصة عند عدم العلاج الفعّال.
تعتمد تشخيص حمى البحر الأبيض المتوسط على التاريخ الطبي للمريض وفحص الأعراض، بالإضافة إلى نتائج الفحوصات المخبرية التي تظهر ارتفاعًا في مستويات الالتهاب ووجود أجسام مضادة محددة للبروسيلا.
فيما يتعلق بالعلاج، يتم تحقيق تحسين كبير عند استخدام الأدوية المضادة للبكتيريا مثل الأمبيسيلين أو الدوكسيسيكلين، ويجب أخذها لفترات طويلة لمنع عودة النوبات. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتجنب تناول المنتجات الحيوانية غير المطبوخة جيدًا والتحقق من نوعية الطعام لتجنب الإصابة بالبروسيلا.
في الختام، يجدر بالذكر أن حمى البحر الأبيض المتوسط تشكل تحدياً للمجتمع الطبي نظرًا لتعقيداتها وتأثيرها البارز على نوعية حياة المرضى، وتحتاج إلى استراتيجيات علاج شاملة تتضمن الرعاية الطبية المستمرة والتوعية المستمرة حول وسائل الوقاية والعناية الذاتية.