في سياق المعاجم الطبية، يُعَدُّ التشينكوية أو “Lysenkoism” ظاهرة فريدة تمثل نموذجًا للتدخل السياسي في مجال العلوم الطبيعية، تمتاز بتأثير سلبي على التقدم العلمي والتطور في علم الوراثة وعلم الأحياء التطوري. يعود هذا المصطلح إلى العالم السوفيتي تروفيم ليسينكو (Trofim Lysenko)، الذي ساهم في تشكيل السياسة الزراعية في الاتحاد السوفيتي خلال فترة الحكم الستاليني.
في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، اعتنقت الحكومة السوفيتية نظرية ليسينكو حول الوراثة والتطور البيولوجي، وهي نظرية غير صحيحة علميا. يُظهر ذلك كيف يمكن أن يكون التدخل السياسي في المجال العلمي نوعًا من أنواع التدخلات التي تحد من التقدم العلمي وتضعف الأسس العلمية للبحث.
تمثل التشينكوية مثالاً على استخدام السلطة السياسية لفرض أفكار غير علمية على الباحثين والعلماء، حيث تم تجاهل واحتجاز الأفكار والنتائج التي تعارضت مع الفلسفة الرسمية للحكومة. هذا النهج أدى إلى تقييد حرية البحث العلمي وتقويض الأسس العلمية لعدة عقود.
تجدر الإشارة إلى أن التأثير الضار للتشينكوية لم يكن محصورًا في مجال الوراثة فقط، بل تسبب في تأثير واسع النطاق على التطور العلمي في مجالات متنوعة، مما أسفر عن خسائر كبيرة في المعرفة والتقدم العلمي.