في معجم الأمراض الطبي، يُعتبر مرض الليجيونيللا (Legionnaire disease) واحدًا من الأمراض الرئوية الخطيرة التي تنتمي إلى فئة الالتهابات التنفسية الحادة. يسبب هذا المرض أعراضاً متنوعة وشديدة تتراوح من الحمى وصعوبة التنفس إلى التهاب الرئتين والتسمم الرئوي.
ينجم مرض الليجيونيللا عن الإصابة ببكتيريا الليجيونيلا، وهي نوع من البكتيريا العصوية السالبة للغرام تتواجد بشكل طبيعي في البيئة المائية، خاصة في المياه العذبة. تنتقل العدوى إلى الإنسان عادةً عند تنشيط هذه البكتيريا في النظم المائية المغلقة، مثل أنظمة التبريد المائي أو النوافذ الهوائية المعدنية، حيث يتم تنشيط البكتيريا وتكاثرها بشكل كبير.
تتميز أعراض الإصابة بمرض الليجيونيللا بالتنوع وتشمل الحمى المرتفعة، السعال الجاف، صعوبة التنفس، وألم في الصدر. قد تتطور الأعراض إلى التهاب الرئتين، وهو ما يشكل خطرًا خاصًا على الأفراد ذوي الجهاز المناعي المضعف أو الأفراد ذوي الأمراض المزمنة. يعتبر تشخيص مرض الليجيونيللا تحديًا، حيث يتطلب تحليل السوائل الرئوية أو البول للكشف عن وجود البكتيريا.
تكمن خطورة مرض الليجيونيللا في قدرة البكتيريا على البقاء حية في الأنظمة المائية المغلقة لفترات طويلة وتكاثرها بشكل سريع. لتجنب الإصابة، يُنصح باتخاذ إجراءات احترازية في صيانة وتنظيف الأنظمة المائية المستخدمة في المباني الكبيرة والمرافق التجارية.
تعتمد العلاجات على استخدام المضادات الحيوية المناسبة، ويعتبر الكشف المبكر والتدخل الطبي السريع أموراً حاسمة لتجنب تطور المرض إلى مراحل أكثر خطورة. بشكل عام، يجسد مرض الليجيونيللا مثالاً على التفاعل المعقد بين العوامل البيئية والعدوى البكتيرية، مما يبرز أهمية الوعي واتخاذ التدابير الوقائية للحد من انتشار هذا المرض الرئوي الخطير.