التهاب المثانة الفراغي، المعروف أيضًا باسم “Interstitial Cystitis” أو “IC”، هو اضطراب مزمن يؤثر على المثانة ويتسبب في ألم وتهيج شديد. يتميز هذا الاضطراب بتشوهات هيكلية ووظيفية في طبقة الطلاء الداخلي للمثانة، مما يؤدي إلى أعراض مثل ألم في الحوض، وضعف في الأداء البولي، وزيادة في التردد البولي.
تُعدّ الطبقة الداخلية للمثانة، المعروفة بالغشاء المخاطي، أحد العناصر الرئيسية التي تحافظ على الصحة العامة للمسالك البولية. عندما يحدث التهاب المثانة الفراغي، يصبح هذا الغشاء أكثر حساسية ويفقد القدرة على تحمل التهيج بشكل طبيعي. ينجم عن ذلك إفراز متكرر للبول، مما يسبب ألمًا شديدًا وعدم راحة للمصاب.
تتنوع الأعراض التي يعاني منها الأفراد المصابون بالتهاب المثانة الفراغي بشكل كبير، وتشمل ذلك الألم الحاد أو الثقيل في الحوض والمنطقة البطنية السفلية. يمكن أيضًا أن يترافق ذلك مع تشنجات والحاجة المتكررة للتبول، حتى عندما يكون حجم البول قليلاً. يعزى هذا الاضطراب في الغالب إلى تفاعلات النظام المناعي، ولكن الأسباب الدقيقة لظهوره لا تزال مجهولة.
من الأمور المهمة في إدارة التهاب المثانة الفراغي هو التشخيص الدقيق، والذي قد يتطلب استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض المماثلة. يشمل العلاج للمرضى المصابين بـ IC مجموعة من النهج، بما في ذلك التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للالتهابات والعلاجات الفيزيائية.
تعتبر التهابات المثانة الفراغي تحدًا طبيًا، حيث يتطلب إدارة الحالة تعاونًا وثيقًا بين الطبيب والمريض لتحقيق أفضل نتائج. يجب أن يتم توجيه العناية نحو تقديم الدعم الشامل والتعليم المستمر حول كيفية التعامل مع الأعراض وتحسين جودة الحياة للأفراد المتأثرين بهذا الاضطراب المؤلم.