تعتبر “الاستجابة التهابية” في المعجم الطبي مصطلحًا يشير إلى التفاعل المعقد الذي يحدث في جسم الإنسان كاستجابة طبيعية للضرر أو الإصابة. يتضمن هذا النظام الدفاعي الحيوي استجابة مناعية وغير مناعية تهدف إلى استعادة الوظيفة الطبيعية للأنسجة المتضررة. يشمل هذا السياق مجموعة واسعة من العمليات البيولوجية والكيميائية التي تتداخل بشكل معقد لتحفيز إعادة البناء والتئام الأنسجة.
عندما يحدث ضرر للأنسجة، يطلق جسم الإنسان مجموعة من الأحداث البيولوجية المتسلسلة للحفاظ على التوازن الداخلي والحماية من الأمراض. يتضمن هذا الاستجابة التهابية إطلاق مجموعة من الوسائط الكيميائية مثل السيتوكينات والبروستاغلاندين والفايبرينوجين، والتي تلعب دورًا حاسمًا في تنظيم تلك العمليات الحيوية.
تبدأ هذه العمليات بمرحلة الالتهاب الحاد الذي يشمل توجيه خلايا الدم البيضاء والبلازما إلى الموقع المتضرر. يساعد هذا في التخلص من العوامل المسببة للإصابة وتحييدها. في هذه المرحلة، يتم توجيه السوائل والخلايا الالتهابية لمساعدة في التطهير والحماية.
بعد ذلك، يتبع المرحلة الفرعية للالتهاب المزمن حيث تستمر عمليات التجديد والإصلاح. يلعب الفيبروبلاست، الذي ينتج الألياف النسيجية، دورًا هامًا في هذه المرحلة. يقوم هذا النظام المعقد بضبط نفسه بدقة لضمان استعادة الوظيفة الطبيعية للأنسجة دون تشكيل أضرار ثانوية غير مرغوب فيها.
تتطلب هذه العمليات التنظيم الدقيق والتفاعل السليم بين مختلف الخلايا والوسائط الكيميائية. إن فهم التفاصيل الدقيقة للاستجابة التهابية يساهم في تقدم الطب والعلوم الحيوية، حيث يفتح الباب أمام تطوير علاجات فعّالة للأمراض المرتبطة بالتهابات مختلفة.