في السياق الطبي، يُعتبر التهاب الرئة الحساسية، المعروف أيضًا باسم “Hypersensitivity Pneumonitis”، حالة سريرية تتسم بالتهيج والتورم الناجمين عن رد فعل مناعي غير ملائم للجهاز التنفسي تجاه مواد أو مسببات معينة. يتميز هذا المرض بتفاعل زائد للجهاز المناعي تجاه ذرات صغيرة يتم استنشاقها، كما قد يكون له تأثير مزمن على الأنسجة الرئوية.
تعتبر الأسباب المشتركة للتهاب الرئة الحساسية تشمل التعرض المهني للغبار أو الجسيمات العضوية مثل الأخشاب أو الحيوانات، وكذلك التعرض للطيف المتنوع من المواد الكيميائية. يمكن أن يظهر هذا المرض بشكل حاد أو مزمن، حيث يعتمد الشكل الحاد على التعرض المفاجئ للمسببات، في حين يتطلب الشكل المزمن فترة طويلة من التعرض.
تشمل الأعراض الشائعة لهذا المرض صعوبة التنفس، والسعال، وألم في الصدر، وارتفاع في درجة الحرارة. يمكن أن تتراوح شدة الأعراض بين الأفراد وتعتمد على درجة التعرض وحالة الجهاز المناعي للفرد.
من الجوانب الطبية الهامة لهذا المرض هو التشخيص السريري والتاريخ الطبي للمريض، بالإضافة إلى الفحوصات المخبرية مثل التحاليل الدموية والتخطيط الصدري واختبارات وظائف الرئة. قد تتطلب الحالات الشديدة إجراء البيوبسي (التشريح النسجي) للرئة لتحديد التشخيص بدقة.
من الجدير بالذكر أن العلاج يعتمد على إزالة المسببات المحتملة واستخدام العلاجات المضادة للالتهابات والأدوية المثبطة للمناعة. في بعض الحالات، قد يتطلب المريض استخدام أجهزة الأوكسجين للمساعدة في التنفس.
يجب على الأفراد الذين يعانون من أعراض مشابهة البحث عن الرعاية الطبية المبكرة، حيث يلعب التشخيص السريع والعلاج الفعّال دورًا حاسمًا في تحسين نتائج المرض وتقليل الآثار الجانبية الطويلة الأمد.