في عالم الطب والطب النفسي، يُعتبر ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم، المعروف بمصطلح “Hypercapnia”، حالة طبية تتسم بزيادة تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الدم بمعدلات تتجاوز الحدود الطبيعية. تعد الغازات الدموية الطبيعية أمرًا أساسيًا لوظائف الجهاز التنفسي والتوازن الحمضي القاعدي في الجسم.
يمكن أن تحدث حالة الهايبركابنيا نتيجة لعدة أسباب، من بينها انخفاض قدرة الرئتين على إزالة ثاني أكسيد الكربون من الجسم بشكل فعال، سواء بسبب مشكلات التهوية أو تلف في الأنسجة الرئوية. كما يمكن أن يكون هناك تأثير من العوامل البيئية أو السلوكية، مثل التعرض للهواء القليل أو الارتفاعات الجبلية، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى نقص في الأكسجين وبالتالي زيادة في مستوى ثاني أكسيد الكربون.
تظهر أعراض الهايبركابنيا على شكل تنفس سريع، شعور بالخمول، صداع، وفقدان الوعي في حالات الإصابة الشديدة. يتعين على الأطباء تحديد سبب هذه الحالة والتفاعل بشكل فوري لتجنب المضاعفات الخطيرة. يشمل علاج الهايبركابنيا إدارة الأوكسجين وتحسين وظائف التهوية، وفي بعض الحالات قد يتطلب العلاج استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي.
لا بد من التأكيد على أهمية فحص دوري لوظائف الجهاز التنفسي والمراقبة الدقيقة للمرضى الذين قد يكونون عرضة لحدوث اضطرابات في مستويات ثاني أكسيد الكربون، خاصةً في حال وجود حالات مرضية مزمنة مثل الانسداد الرئوي المزمن أو الاستسقاء الرئوي.