في سياق المعاجم الطبية، يُعرَّف مصطلح “الهوية الجنسية”، أو ما يُعرَف أحيانًا بـ “الاختلاف الجنسي”، كتكوين الهوية الجنسية الفردية والتمثل الذاتي للشخص كذكر أو أنثى، والذي يتأثر بعوامل متعددة من بينها البيولوجية والاجتماعية والنفسية. في هذا السياق، يتم تحديد الهوية الجنسية بناءً على الجوانب البيولوجية مثل الهرمونات والتشكيل الجسدي، إلى جانب العوامل الاجتماعية التي تؤثر في تكوين تصوّر الشخص لذاته والتي تشمل الثقافة والتربية.
من الجوانب الهامة في فهم الهوية الجنسية هو التفرقة بين مصطلحات “الهوية الجنسية” و”التوجّه الجنسي”. حيث يتعلق التوجّه الجنسي بالجاذبية العاطفية والجنسية تجاه الجنس الآخر أو الجنس نفسه، بينما الهوية الجنسية ترتبط بالإحساس الشخصي بالكونه ذكرًا أو أنثى. في هذا السياق، يعد مصطلح “الهوية الجنسية” تعبيرًا عن الطريقة التي يفهم بها الفرد لنفسه من الناحية الجنسية، سواء كانت توجيهاته الجنسية تجاه الجنس المختلف أو نفس الجنس.
تتأثر الهوية الجنسية أيضًا بتفاعل الفرد مع المفاهيم الاجتماعية المحيطة به، والتي قد تشمل التوقعات المجتمعية والقيم والتقاليد. تحدث تجربة الهوية الجنسية بشكل فردي وفقًا للسياق الثقافي والاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد.
وبشكل عام، يعد فهم الهوية الجنسية والتوجّه الجنسي مهمًا لتحقيق فهم شامل للصحة النفسية والاجتماعية للأفراد. يتطلب هذا الفهم الشمولي تجاوز النظرة الضيّقة والثنائية للهوية الجنسية، واعتبار التنوع الجنسي كجزء أساسي من التجارب الإنسانية.