في إطار المعاجم الطبية، يُعَرَّف مصطلح “مناعة القطيع”، أو ما يُعرَف باللغة الإنجليزية بـ “Herd Immunity”، على أنه حالة من الحماية الجماعية ضد الأمراض المعدية تحدث عندما يكون عدد كبير من أفراد السكان قد اكتسبوا المناعة ضد العدوى، إما بفعل الإصابة السابقة أو بفعل التطعيم. تُعَدّ مناعة القطيع آلية طبيعية تقوم على فكرة أن انتشار المرض يصبح أقل فعالية عندما يكون هناك نسبة عالية من الأفراد في المجتمع قد أصبحوا محميين.
تعتبر مناعة القطيع ذلك الحاجز الوقائي الذي يقلل من انتقال العدوى وتفشيها داخل المجتمع. عندما يصبح نسبة كبيرة من السكان محمية، يكون هناك تأثير إيجابي على الأفراد غير المحميين أو الذين يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة. هذا يحدث لأن الفيروسات أو البكتيريا لا تجد سوى قليل من الأفراد غير المصابين لتنتقل إليهم، مما يقلل من فرص انتقال العدوى وتفشيها في المجتمع.
إن تحقيق مناعة القطيع يمكن أن يتم بشكل طبيعي عبر الإصابة وتطور المناعة بناءً على الخبرات السابقة للفرد، ولكن يُمكن أيضًا تحقيقها بوساطة التطعيم. عملية التطعيم تقوم بتقديم جزيئات أو أجزاء من العامل المسبب للمرض بشكل آمن، مما يحفز جهاز المناعة للاستعداد والاستعداد للتعامل معه. بالتالي، تصبح الفرصة للإصابة بالمرض أقل، ويزيد معدل التحصين في السكان.
إن فهم مناعة القطيع ضروري لفهم كيفية التحكم في انتشار الأمراض المعدية وتحسين صحة المجتمع بشكل عام. تقوم السلطات الصحية بتوجيه الجهود نحو تحقيق هذه الحالة الوقائية في المجتمع من خلال حملات التطعيم والتوعية بأهمية الحصول على المناعة الجماعية لتعزيز الصحة العامة وحماية الأفراد من التهديدات الصحية المحتملة.