الهَمَنْجِيُومَا الكَبِدِيَّة، المعروفة أيضًا بتسمية “ورم الأوعية الدموية في الكبد”، تُمثِّل إحدى الاضطرابات الوريدية العصيدية المزمنة في الكبد. يتسم هذا التشوُّه الوعائي بتكوُّن تجاويف أو حتى أورام دموية في أنسجة الكبد. تعتبر الهَمَنْجِيُومَا الكَبِدِيَّة من الأمراض الشائعة في هذا العضو، وغالبًا ما تكون عرضية وتظهر بشكل غير ملحوظ، لكن في بعض الحالات، يمكن أن تسبب مشاكل صحية خطيرة.
تشكُّل هذه الأورام الدموية نتيجة للاضطرابات في نظام الأوعية الدموية الكبدية، حيث يتم تجمُّع الدم في أحد الأوعية، مما يؤدي إلى توسُّعها وتكوين الهَمَنْجِيُومَا. يمكن أن تكون هذه الأوعية الدموية المتوسعة ضعيفة وعرضة للتمزُّق، مما يؤدي إلى نزيف داخلي، وهو مشكلة خطيرة قد تتطلب تدخُّلاً طبيًّا فوريًا.
في العديد من الحالات، تظل الهَمَنْجِيُومَا الكَبِدِيَّة بلا أعراض وتُكتشَف بشكل غير متوقَّع أثناء فحوصات أخرى للكبد أو الأعضاء الداخلية. يمكن تشخيص الهَمَنْجِيُومَا الكَبِدِيَّة عن طريق الصور الطبِّية، مثل التصوِير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوِير بالتصوِّر بالموجات فوق الصوتية (ultrasound)، وفي بعض الحالات يمكن أن يُجرَى التصوِير التلوي بالأشعة المقطعية (CT scan) لتحديد حجم وموقع الورم.
من الجدير بالذكر أن العديد من الحالات الصغيرة للهَمَنْجِيُومَا الكَبِدِيَّة لا تحتاج إلى علاج فوري، ولكن يمكن أن يتم مراقبتها بانتظام لتقييم تطورها. في حالات الهَمَنْجِيُومَا الكَبِدِيَّة الكبيرة أو التي تسبب مضاعفات خطيرة، يمكن أن يكون العلاج جراحيًا، حيث يتم استئصال الورم جراحيًا أو استخدام إجراءات تداخلية، مثل التصلُّب بواسطة القسطرة (embolization)، لتقليل حجم الهَمَنْجِيُومَا وتقليل خطر النزيف.
في الختام، يُشدِّد على أهمية متابعة الحالة مع الطبيب المختص لتقييم الحالة بشكل دوري واتخاذ القرارات المناسبة بناءً على تطور المرض والظروف الصحية الفردية.