في سياق المعاجم الطبية، يُعتبر اللوكيميا الخلوية الشعرية (Hairy Cell Leukemia) واحدًا من أشكال الأمراض الليمفاوية المزمنة النادرة والتي تتميز بالتأثير الخصوصي على خلايا الدم البيضاء، وتحديدًا على الليمفوسيتات B. يُعد هذا الاضطراب الهيماتولوجي تحديدًا من قبيل اللوكيميا، حيث يحدث تكاثر غير طبيعي وزيادة في عدد خلايا الدم البيضاء الناتجة عن تحول خلايا الدم الليمفاوي.
تتميز هذه الحالة بوجود نوى غريبة وشكل خاص على سطح الخلايا، حيث تظهر وكأنها مغطاة بتجاعيد تشبه الشعر، مما يمنحها اسم “الخلايا الشعرية”. يصاحب هذا التكاثر الخلوي الزائد تداخل النقي النخاعي وتخمر الدم الليمفاوي.
من الجدير بالذكر أن اللوكيميا الخلوية الشعرية تظهر بشكل رئيسي في البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا، وتصيب الرجال بنسبة أعلى من النساء. يُعد الألم والتعب وفقر الدم من بين الأعراض الشائعة، وغالباً ما يتم اكتشافها عند إجراء فحص دموي للفحص الروتيني.
من الناحية التشخيصية، يتم التحقق من وجود اللوكيميا الخلوية الشعرية عبر فحص الدم وفحص النقي النخاعي، بالإضافة إلى التصوير الطبي مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير بالتردد المغناطيسي لتقييم انتشار الخلايا الليمفاوية.
على الرغم من أن هذا النوع من اللوكيميا ليس عادة ما يكون عدوانيًا بنفس القدر الذي تكون عليه الأشكال الأخرى من اللوكيميا، يتطلب علاجه اهتمامًا فائقًا. يُستخدم علاج اللوكيميا الخلوية الشعرية غالبًا بواسطة العلاج الدوائي، وقد يتضمن ذلك استخدام البنداستينيب (Pentostatin) أو كلادرابين (Cladribine)، وفي بعض الحالات، يمكن أن يتطلب الأمر اللجوء إلى العلاج الإشعاعي.
من المهم أن يتم متابعة الحالة بانتظام وتقييم استجابة الفرد على العلاج، مما يساعد في ضمان توفير الرعاية الصحية الملائمة والمستمرة للمريض المصاب باللوكيميا الخلوية الشعرية.