في السياق الطبي، يُعتبر متلازمة غيلان باري (Guillain-Barré syndrome) حالة نادرة ولكنها خطيرة من الاضطرابات العصبية الالتهابية، والتي تتسم بالتهاجم على الجهاز العصبي الطرفي. يعد هذا الاضطراب جزءًا من فئة الاضطرابات العصبية الالتهابية المتنوعة، حيث يتمثل السمة البارزة له في التلف الناتج عن استهداف جهاز المناعة الذاتي للأعصاب الحساسية والحركية.
تظهر أعراض متلازمة غيلان باري عادة بشكل فجائي وتتضمن ضعفًا عضليًا تصاعديًا، يشمل الأطراف السفلية والعليا، وقد تصل إلى مستويات حادة تؤثر على القدرة على المشي والحركة. قد تترافق هذه الأعراض مع ألم في العضلات وفقدان للإحساس أو التنميل في الأطراف.
تتعلق أسباب متلازمة غيلان باري بالتفاعل المناعي الذي يؤدي إلى الالتهاب في الأعصاب الطرفية، والذي يمكن أن يكون نتيجة لإصابة فيروسية سابقة، مثل فيروس الإنفلونزا أو الفيروس النقلي المعوي، والذي يشير إلى استجابة المناعة الزائدة التي تستهدف خلايا الجهاز العصبي.
تتضمن خيارات علاج متلازمة غيلان باري إدارة الأعراض، وقد تشمل الراحة والعناية بالتنفس في الحالات الحادة، بالإضافة إلى العلاجات المتقدمة مثل العلاج بالبلازما والعلاج بالأجسام المضادة. يتطلب التشخيص والعلاج تقييمًا دقيقًا من قبل فريق طبي متخصص، وقد يشمل ذلك استخدام فحوصات الصور الطبية وفحوصات الأعصاب.
تحمل متلازمة غيلان باري عامل الخطورة بالنسبة للمضاعفات الخطيرة مثل ضعف التنفس، ولذلك يتعين على الأفراد الذين يشكون من أعراض مشابهة البحث عن المشورة الطبية بشكل فوري. يظل البحث العلمي مستمرًا لتحسين فهمنا لآليات المتلازمة وتحسين وسائل الوقاية والعلاج.