في سياق المعاجم الطبية، يُعرَف الحزن العام (Grief, public) بأنه حالة عاطفية تتسم بالحزن والألم الشديد، والتي تعم مجتمعًا بأكمله بسبب فقدان جماعي أو حدث كارثي. يمكن تصنيف هذه الحالة ضمن مفهوم الصحة النفسية الجماعية، حيث يؤثر الحزن العام على نفسية الأفراد في إطار اجتماعي وثقافي.
تتنوع أسباب الحزن العام وقد تشمل فقدانًا جماعيًا للأرواح نتيجة لكوارث طبيعية، كالزلازل أو الفيضانات، أو نتيجة لأحداث كارثية صناعية مثل الحوادث النووية أو الحروب. يمكن أيضًا أن ينشأ الحزن العام عن فقدان شخصيات بارزة في المجتمع، سواء كانوا زعماء سياسيين أو فنانين أو شخصيات رياضية.
تترافق حالات الحزن العام بعدة تحديات صحية نفسية واجتماعية، منها ارتفاع معدلات التوتر النفسي والقلق، وزيادة في حالات الاكتئاب الجماعي. يمكن أن يؤدي الحزن العام إلى تأثيرات على الصحة الجسدية أيضًا، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في النوم.
في مواجهة حالات الحزن العام، يلعب الدور الاجتماعي والنفسي للدعم النفسي والتضامن المجتمعي دورًا حيويًا. تكون الجلسات الجماعية للتحدث وتبادل الخبرات والدعم النفسي للأفراد ذوي الخبرات المشابهة جزءًا أساسيًا من إدارة الحزن العام.
تُظهِر معظم الأبحاث الطبية والنفسية أن فهم الآثار النفسية والاجتماعية للحزن العام، وتقديم الدعم الفعّال للمتأثرين، يعتبران أمورًا ذات أهمية كبيرة لتحسين التكامل الاجتماعي والعافية النفسية للمجتمع في مواجهة المحن الجماعية.