تعد الحصى المرارية، المعروفة باللاتينية باسم “المشكلات الصفراوية”، ظاهرة طبية معقدة تتمثل في تكوين ترسبات صلبة داخل المرارة أو القنوات الصفراوية. يعود تكون هذه التكتلات الصلبة إلى اضطرابات في تركيب الصفراء والصفراء الصفراوية في الجسم. يُعتبر وجود الحصى المرارية نتيجة للتراكم التدريجي للكوليستيرول أو البيليروبين أو الكالسيوم في الصفراء، مما يؤدي إلى تشكل كتل صلبة تعيق عملية الهضم وتتسبب في الألم والأعراض الضارة.
تُصنف الحصى المرارية إلى نوعين رئيسيين: حصى الكوليستيرول وحصى البيليروبين. حيث يعود تكون حصى الكوليستيرول إلى فرط إفراز الكوليستيرول في الصفراء، في حين ينجم تكوين حصى البيليروبين عن تحلل الصفراء الصفراوية. يمكن أن يكون لعوامل متعددة دور في تطور هذه التكتلات الصلبة، بما في ذلك التغيرات في التكوين الصفراوي والتغذية والوراثة.
تظهر أعراض الحصى المرارية عادةً عندما يعاني المريض من نوبة حادة من الألم في الجهة العلوية اليمنى من البطن، والتي قد تشمل الظهر أو الكتف. يمكن أيضًا أن تصاحب هذه الأعراض غثيان وقيء وشحوب في البشرة. من المهم التأكد من التشخيص الدقيق لحالة الحصى المرارية من خلال الفحوصات المناسبة، مثل فحص الأمواج فوق الصوتية، لتحديد حجم ونوع الحصى وتوجيه العلاج بشكل فعال.
يعتمد علاج الحصى المرارية على حجمها ونوعها، وغالباً ما يشمل العلاج الحمية الغذائية وتعديلات في نمط الحياة. في الحالات الخطيرة، يمكن أن يتطلب العلاج التدخل الجراحي، حيث يتم إزالة المرارة بالكامل في عملية جراحية تعرف بالكوليسيستكتومي. تعتبر الحصى المرارية ظاهرة شائعة وتشكل تحديًا طبيًا يتعين على الأطباء التعامل معه بعناية لتحقيق أفضل نتائج علاجية وتخفيف الأعراض المصاحبة.