في سياق الطب والنفسية، يُعرَّف الخَوْفُ من الظُّلام، المعروف أيضاً بمصطلح “Fear of the Dark”، باعتباره اضطرابًا نفسيًا يتسم بالقلق والرهبة الشديدة تجاه الظلام أو الأماكن المظلمة. يتعامل هذا الاضطراب مع التفاعلات العاطفية والفسيولوجية التي يختبرها الفرد عند مواجهته للظلام، والتي قد تتضمن الخوف الشديد، والتسارع في معدل ضربات القلب، والتعرق الزائد.
تعتبر هذه الحالة جزءًا من اضطرابات القلق، حيث يمكن أن تكون آلية الخوف من الظلام متأصلة في التجارب الشخصية أو قد تكون ناتجة عن تأثيرات نفسية أو حتى تكنولوجية معينة. يعزى البعض هذا النوع من الخوف إلى تجارب سلبية قد حدثت في الماضي، مثل تعرض للظلام في وقائع مرعبة أو مواقف خطرة، مما أدى إلى تكوين رابط نفسي بين الظلام والتجارب السلبية.
من الناحية العلاجية، يتم التعامل مع خوف من الظلام عبر استخدام أساليب العلاج السلوكي المعرفي، حيث يتم تحديد الأفكار السلبية المتعلقة بالظلام وتغييرها بأفكار إيجابية. كما يمكن أن تشمل العلاجات تدريبات التنويم الإرشادي لتقليل القلق وتحسين تحمل الفرد للمواقف المظلمة.
من الجدير بالذكر أن هذا النوع من الاضطرابات يمكن أن يؤثر على جودة حياة الفرد، حيث قد يتجنب الأماكن المظلمة ويُحدِّد نشاطاته وتحركاته بناءً على هذا الخوف، مما يسهم في انخراطه الاجتماعي والشخصي. لذا، يكون الكشف المبكر والتدخل العلاجي ضروريين للتغلب على هذا الاضطراب وتحسين جودة حياة المريض.